سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاستثمارات في صناعة الترفيه ومواقع التواصل الاجتماعي يتحكمان في الذائقة الكونية بأكثر من مليار مشاهدة على اليوتوب وحدها ل"غانغام ستايل" و"وان باوند فيش"
ما هو سر نجاح أغنية "غانغام ستايل "التي أصبحت في اقل من سنة ظاهرة عالمية تستحق الدرس ؟ وكيف احتلت "رقصة الحصان" فيها المرتبة الأولى في ترتيب الأغاني في عشر دول أوروبية في نفس الوقت إضافة إلى استراليا وكندا ولبنان وقد سرت في البلدان العربية كسريان النار في الهشيم . وباية قوة توصل الباكستاني محمد شاهد نذير الى الاستحواذ على اهتمام عالم الموسيقى والرقص والغناء في بريطانيا باغنية يتيمة كلماتها بسيطة وموسيقاها مرتجلة وموضوعها تافه عنوانها "وان باوند فيش". "غانغام ستايل" الأغنية الكورية التي أدخلت صاحبها بارك جاي سان غاو ساي التاريخ من أوسع أبوابه و تجاوز عدد مرات مشاهدتها على موقع اليوتيوب أكثر من مليار و194 مليون و975 ألف و395 مشاهدة منذ يوم 14 جويلية 2012 وهو رقم لم يسبق أن سجله أي شريط مصور على شبكة الإنترنت حتى الآن حتى أنها أطاحت في نوفمبر الماضي بأغنية " بايبي " للمغني الكندي جوستين بيبر التي استقطبت نحو 800 مليون مشاهد وحطمت الرقم القياسي الذي وصله مايكل جاكسن و الليدي غاغا تتهكم كلماتها على حياة الأغنياء في حي غانغام الراقي في مدينة سيول الكورية بلا ادنى عمق او شاعرية . تغلغل المشهد الموسيقي الكوري في آسيا هذه الأغنية التي يعني عنوانها ان " تلبس بأناقة وترقص بجنون "رقصت على أنغامها بريتني سبيرز وأمين عام الأممالمتحدة بان كي مون واعدت منها نسخة لبنانية وأخرى سورية إضافة إلى النسخة الأمريكية التي يرقص على أنغامها شبيها رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية باراك اوباما وزوجته ميشال كلماتها بسيطة جدا ولا يمكن ان تكون وراء نجاحها العالمي المنقطع النظير حيث انها تصف المتناقضات في حياة فتاة تريد ان تبدو هادئة ورقيقة خلال النهار راقية تستمتع في وقت فراغها بشرب القهوة ولكن ما ان يحل الليل حتى يخفق قلبها بالحب وتتغير كل تصرفاتها وفيها مقارنة مع التناقضات في حياة الرجل الذي يروج صورة الشاب الهادئ في النهار والذي يستطيع إنهاء قهوته برشفة واحدة قبل ان تبرد ولكن قلب هذا الشاب ينفجر عشقا عند حلول الليل شاب جميل ومحبوب وشابة جميلة ومحبوبة يلتقيان في تناقضاتهما ويشبهان في تصرفاتهما سكان حي"غانغام"بسيول. و"رقصة الحصان " في أغنية "غانغام ستايل" أيضا لا يمكن أن تضمن وحدها نجاح الأغنية ولا الأزياء المبتكرة والزاهية الألوان ولا حتى الإخراج البديع الذي جاء عليه الكليب ولا حتى سحر كوريا وغموضها وأسرارها التي تستعصي على زوارها ملامح المغني "ساي" وخفته وقدرته على الرقص لا يمكن ان تكون سببا في نجاح "غانغام ستايل" لأنه يغني منذ أكثر من عشر سنوات ولم تصل أغانيه إلى مثل هذه العالمية بما في ذلك الأغنية التي نقد فيها الأمريكان سنة 2004 ودعا فيها إلى القتل المؤلم والبطيء لأفراد الجيش الأميركي وانتشرت هي كذلك على شبكة الإنترنت وقد جاءت كرد فعل عقب حادث قطع رأس مبشر ديني كوري جنوبي في العراق وحادث آخر، لمدرعة أميركية في كوريا الجنوبية أسفر عن مقتل تلميذتين. إنما يدخل هذا النجاح صلب الاستثمارات الكورية الجنوبية في صناعة الترفيه وتصديرها كما يصدّر أي منتوج فلاحي او صناعي وهو نتيجة لتغلغل المشهد الثقافي والموسيقي الكوري في كل بلدان آسيا تقريبا واستفادة شركات الإنتاج والتوزيع والترويج العالمية من رواجها على شبكات التواصل الاجتماعي. كما لا يمكن أن ننسى دور الإعلام الأمريكي الذي استضاف هذا المغني في أكثر من برنامج تلفزيوني. مما جعله يفوز بجائزة "أم تي في أوربا" ويرشح لجوائز موسيقية عالمية مهمة. لا مكان لضربة الحظ وهذا يعني انه لا مكان للحظ في شهرة هذه الأغنية تماما كما انه لا مكان للحظ في شهرة أغنية محمد شاهد نذير بائع السمك الباكستاني "سمكة بباوند" التي دعا فيها بكلمات بسيطة الزبائن الانقليز في لندن لشراء سلعته قائلا "هلموا أيتها السيّدات، تعالوا أيتها السيّدات: سمكة بباوند. إلقوا، إلقوا نظرة، سمكة بباوند، جيدة جداً، رخيصة جداً، سمكة بباوند" وهو يرقص فانتشرت بسرعة في السوق ثم الحي وقام أحدهم بتسجيله وهو يغني ثم وضع التسجيل على اليوتوب . وهي حاليا تسير بخطوات حثيثة في الطريق الذي سارت فيه "غانغام ستايل " كل هذا الانتشار هو بلا منازع عمل مواقع التواصل الاجتماعي التي تروج هذا النوع من الأغاني التي تفتقر للكلمات الجيدة والموسيقى المدروسة ولا تخضع الا للبساطة والارتجال والنزوة التي دفعت بعض السياح الى الترويج " سمكة بباوند "عبر التقاط الصور والفيديوهات مع صاحبها ليصل رقم مشاهديها إلى خمسة ملايين زائر و ليدخل محمد شاهد نذير وهو بلا أدنى خبرة موسيقية سابقة وبلغته الإنقليزية الضعيفة إلى عالم الموسيقى، ومن أوسع أبوابه مما جعل شركة "وارنر ميوزيك" تطلب منه التوقيع على عقد لإنتاج أغنيته "وان باوند فيش" بعد ان صدرت في شريط فيديو جديد إستقرّ عند الرقم 29 ضمن أفضل الأغنيات المنفردة في بريطانيا.