الجواب: في الحديث النبوي «إن الله أعطى كل ذي حق حقه...» وفي الشرع ذكر ابن حجر «ما ثبت به الحكم» وفي اصطلاح اهل المعاني «هو الحكم المطابق للواقع، يطلق على الاقوال، والعقائد، والأديان والمذاهب باعتبار اشتمالها على ذلك، ويقابله الباطل...» وفي اللغة «هو الثابت الذي لا يسوغ انكاره» (حسب معجم الجرجاني قال تعالى «فذ لكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق الا الضلال فأنى تصرفون (يونس آية 32) ونهى الله عز وجل «ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون» (البقرة آية 42) وقال تعالى « ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل» (البقرة آية 188) فالآية تدل على الظلم والتعدي قال ابن عابدين عن الباطل «في المعنى الشرعي هو ما لا يكون مشروعا، حلا بأصله ولا بوصفه» فالغصب هو أخذ الشيء ظلما والاغتصاب مثله، وهو أخذ مال الغير ظلما وعدوانا فحكم الشريعة الاسلامية اذا عاقب الظالم الذي اغتصب حقك وإرجاع حقك بقوة العدل بين الناس قال تعالى «ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون» (يونس آية 82) والله أعلم. السؤال: ماطلني أحد الحرفاء ولم يعطني حقي فماهو حكم الشرع على هذا المماطل؟ الجواب: المماطلة تنزع الثقة بالمرء من نفوس الناس، والمماطل ظلم غيره بتأخير حقه بدون عذر، بل ظلم نفسه اذا حرمها الثقة، وعرضها للطعن والثلب في الحياة الدنيا، ولعقوبة الله في الحياة الاخرى، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «مطل الغني ظلم، وإذا أتبع أحدكم على مليء فاليتبع» رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة. فالغني من قدر على الأداء، والملئ الغني المقتدر، قال صاحب المختار: المليء الثقة، فمما يحقق الثقة بالمرء أداؤه لحقوق الناس ولو لم يكن من كبار المثرين، فمما يزلزل الثقة به أو يزيلها تلكؤه في أداء الحقوق ولو كان في مقدمة الأغنياء الموسرين، والثقة رأس مال كبير تسهل للمرء طرق أبواب التجارة وإن كان ماله قليلا. فمن كان عليه نفقة، أو زكاة او ضريبة مشرعة أو دين، أو حق من حقوق غيره، وحل موعد الدفع وتلكّأ والمال في جيبه أو تحت يده، كان ظالما. قال بعض الفقهاء: أو أمكنه الاكتساب لسداد الدبن فتركه كان ظالما فاسقا، فالواجب على المستطيع أداء الحق متى حل اجله ولو لم يطالبه به اهله. وإن أمكنه الدفع قبل الموعد بادر إليه تبرئة لذمته ورحمة لنفسه من ذل الدين وهمه، أما اذا كان عاجزا عن الأداء فليس بظالم، ولا بمما طل فقد قال تعالى «وإن كان ذو عسرة فنظرة الى مسيرة وأن تصدقوا خير لكم» (البقرة آية 280) والله أعلم