للمسألة الأمنية الأولوية على التعديل الوزاري - ذكر صلاح الدين الجورشي الإعلامي والحقوقي ان البلاد تحتاج الى كاريزما وهذا لا يعني بالضرورة شخصا ولكن قدرة وقوة سياسية قادرة ان تفرض سلطتها ادبيا. وهذه القوة تحترم وتصدق ويبدي الشعب استعدادا للالتزام بتوجهاتها. وشدد خلال ندوة فكرية التأمت أمس في إحدى نزل العاصمة ببادرة من حزب الأمان تحت عنوان "التحديات الأمنية المستجدة في الإقليم وتداعياتها على الأمن الوطني" على ضرورة الاقرار بأن بلادنا تتعرض إلى مخاطر أمنية جدية أوصلتنا نوعا ما إلى الضوء القريب من الأحمر. وقال إن اسبابها تكمن في خطر التمرد الجماعي والذي مرده اسباب اقتصادية واجتماعية (انتفاضة ما يقارب 6 ولايات داخلية) فضلا عن المجموعات الراديكالية بعضها مسلح وبعضها مرشح لان يمارس العنف المسلح ضد الدولة. فضلا عن نزوع جانب هام من المواطنين إلى عدم احترام القانون ورموز الدولة وممثلي السلطة التنفيذية. الى جانب ضعف الحس الوطني والاستعداد للقبول بالولاءات الخارجية لدى بعض الجماعات. وقال الجورشي انه يقدم المسألة الأمنية على التعديل الوزاري المرتقب حيث ينظر إليه كأنه المفتاح السحري الذي سيغير الأوضاع مع انه جزء من معادلة مركبة ومعقدة، فهو من وجهة نظره لا يؤثر كثيرا على مجرى الأحداث. وأشار إلى أن ابن خلدون يعتبر أن الأولوية في بناء الدولة هي العصبية وهذه العصبية لا تتحقق إلا بتأمين الاحتياجات الاقتصادية وتوفير الحد الأدنى من الثروة. كما أن الدولة وفقا لابن خلدون تمثل قوة مركزية من خلال استعمال العنف وتنظيمه وهو ما يعرف باحتكار العنف. وهي رؤية متأصلة في الفكرالانساني والفكر السياسي. وقال: "علاقتنا بالأمن هي علاقة غريبة ومزدوجة فنحن في حاجة إلى تصحيح فهمنا للبعد الأمني لتونس لأنه شرط أساسي لبناء الديمقراطية التي نتحسس إليها." واعتبر الجورشي أن "الأنظمة الديكتاتورية تضمن الأمن وتوفر نوعا ما الشعور بالأمن غير انه يبقى أمانا مغشوشا لأنه قائم على المقايضة بين الاستقرار من جهة والحرية من جهة أخرى". مشيرا إلى أن الارتباك الأمني الذي نعيشه الآن في البلاد وعدم الوصول إلى مرحلة الاستقرار هو الذي جعل البعض يبدأ في الحنين إلى المرحلة السابقة ويبحث عن الرجل القوي الذي يمكن أن يوفر الأمن والأمان. ولكي نبني الدولة الديمقراطية، فلا بد من وجهة نظره الانطلاق من الشرعية الانتخابية فهي المدخل استنادا إلى أن ما قام به الشعب يوم 23 أكتوبر 2011 شعر من خلاله بأنه مؤهل لكي يؤسس دولة ديمقراطية غير انها تبقى شرطا ضروريا وغير كاف. تجدر الاشارة الى أن سالم الأبيض الاستاذ المحاضر بقسم علم الاجتماع بالمعهد العالي للعلوم الانسانية جامعة تونس المنار أبرز في مداخلة حول سوسيولوجية العنف وافاق الانتقال الديمقراطي، عجز القوى السياسية على منظومة العيش المشترك. وقال إن "الاستبطان على عدم القدرة على التعايش المشترك ادى الى استبطان العنف."