يبدو أن شهر العسل قد انتهى مع المجموعات المحسوبة على السلفية بعد تصاعد وتيرة العنف الذي تمارسه في حق المواطنين والمجتمع المدني في تحد صارخ للقانون، ولكن من المستفيد ومن الخاسر في الساحة السياسية من الورقة السلفية.؟ الأستاذ صادق بلعيد كشف على أنه طالما حذر من خطر تنامي العنف الذي تمارسه المجموعات المحسوبة على السلفية بمباركة حركة النهضة التي عملت على توظيفها سياسيا واستخدمتها ذراعا مسلحا لضرب خصومها من المعارضين ومختلف الأحزاب الأخرى وأضاف: «أكيد أن أعمال العنف الممارسة من السلفيين والاعتداءات المتكررة على المؤسسات والأملاك العامة والخاصة سيستغلها خصوم الائتلاف الحاكم وخاصة خصوم حركة النهضة مثل حركة نداء تونس في كسب ود الشعب الذي ضاق ذرعا بسلوكات السلفيين ويتم استعمالها كورقة للوصول الى الحكم خاصة في ظل تدعم فشل الحكومة الحالية وعدم جديتها في معالجة أخطائها وتشبثها بسياسة الهروب الى الأمام».
المستفيد الآخر من الانفلات السلفي المجموعات المتطرفة التي ستحرص علي استغلال حالة الفوضي والفراغ والانفلات الأمني لانجاز عمليات إرهابية تزعزع الأمن والاستقرار داخل البلاد كما ان بعض المجرمين الخارجين عن القانون قد يستغلون الأوضاع الأمنية الهشة للعنف والاعتداء فتزدهر الجريمة»
وعن الخاسر او المتضرر من الورقة السلفية يقول الأستاذ صادق بلعيد «أبرز خاسر هي تونس لأنّ مثل هذه الأحداث تعطي صورة سيئة للمستثمرين في الخارج ولا تشجعهم على الاستثمار في بلدنا كما أنّ القوى الاقتصادية في الخارج مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية قد تتراجع عن الالتزام بتنفيذ وعودها وتتراجع عن مدنا بالقروض فيتعطل البناء والانتقال الديمقراطي وتتعمق الأزمة.
ثلاثة أطراف وخطر حقيقي
المحلل السياسي الأستاذ صلاح الدين الجورشي أفاد: «أعتبر ان الخاسر الأكبر من ورقة المجموعات المحسوبة على التيار السلفي هم في الحقيقة ثلاثة أطراف أولها البلاد التي لم تجد الى حد الآن لحظة استقرار لكي تشرع بشكل جماعي في عملية إعادة البناء.
وثانيها حركة النهضة التي وجدت نفسها تدفع فاتورة باهظة على اثر كل عملية عنف وأعمال الشغب التي يرتكبها هؤلاء لأن التونسيين في عامتهم لا يميزون بين حركة النهضة كحزب سياسي والمجموعات السلفية.
والخاسر الثالث للأسف المسار الانتقالي الديمقراطي الذي سيتضرر كثيرا بسبب هذه الهزات ليطرح تساؤلا خطيرا حول مستقبل الانتقال الديمقراطي في البلاد؟. وعن أبرز المستفيدين من الانفلات السلفي قال «الذي يتوهم بأنه يستفيد مما يحصل من أعمال العنف والتعدي على الحريات ومن الورقة السلفية هم خصوم حركة النهضة الذين يسعون إلي توظيف الأحداث واستثمارها لحشر حركة النهضة في الزاوية ومن ورائها حكومة الترويكا لاقناع الرأي العام بفشل السلطة الحالية واخفاق سياستها لكن في الحقيقة هي أكثر تعقيدا وتحتاج الى وقفة جماعية ووعيا بأبعاد هذا الملف.
ما لاحظته أن العصابات تستفيد من الأحداث والانفلات الامني لتكثف من عمليات النهب والخطف والسرقة والاعتداء علي الممتلكات العامة والخاصة».