- مشروع جسر جومين في اللمسات الأخيرة - غياب الخبرة والرغبة في العمل دون رقابة زاد من تهميش الادارة المحلية - عبد الرزاق بن خليفة والي بنزرت التقته "الصباح" وتحدثت معه عن أهم مشاغل المواطنين في الجهة التي تجدونها في الحوار التالي: شهدت ولاية بنزرت مؤخرا حركات مطلبية واحتجاجات؛ هل هي نتيجة غياب الحوار الاجتماعي؟ - لا، لم ننقطع عن الحوار مع جميع الأطراف، بل إن مقاربتنا هي استباقية وقائية وذلك بزياراتنا إلى معتمديات (أوتيك –سجنان – تينجة وغيرها) حيث كان النقاش مباشرة مع المواطنين لمعرفة النقائص التي تعيشها مناطقهم.. وقد نظمنا جلسات مع الأطراف الاجتماعية لتدارس مطالبهم مما حدّ بصفة كبيرة من الاحتجاجات والإضرابات.. وفي هذا الإطار نؤكد أن الحوار يبدأ دائما مع المسؤول المحلي الذي عليه التحلي بالمسؤولية والشجاعة والمصداقية في اتخاذ القرارات والقدرة على إقناع المواطن كي لا يتشتت مجهود السلطة الجهوية وهي المطالبة بتحقيق التنمية المنشودة بمعاضدة كل الأطراف.. التنمية الجهوية.. على ذكر التنمية، فبتصفحنا للتقرير الجهوي وجدنا كمّا هائلا من المشاريع في كافة المجالات إلا أن بعضها مازال معطلا لأسباب بيروقراطية؛ فكيف السبيل لتفعيلها؟ - لقد ارتفع عدد المشاريع المزمع انجازها بالولاية في ظرف سنة واحدة بست مرات من 40الى 236 هذا دون احتساب المشاريع التابعة للوكالات والمؤسسات العمومية. وهذا التطور السريع في عدد المشاريع لم يرافقه تدعيم للموارد البشرية ووسائل العمل على مستوى الإدارة مما ولد بعض البطء في الانجاز. ونحن نسعى لتلافي ذلك.. كما أن احترام حق الملكية للمواطن وضرورة المرور بالقضاء للحصول على أراض لبعث مشاريع يؤخر بعضها نسبيا.. ورغم كل الصعوبات فان عددا كبيرا من المشاريع المدرجة في التقرير هي في مرحلة الانجاز والنسبة المتبقية ما تزال في مرحلة طلب العروض أو الدراسات اللازمة. في المشاريع المذكورة ومن باب حماية المدن من الفيضانات لاحظنا غياب مدينة ماطر رغم سقوط ضحايا في فيضانات فيفري 2012؟ - لم نستثن ماطر من الحماية من الفيضانات إذ أن تدخل المصالح المختصة كان عبر آلية الجهر وتنظيف الأودية مما قلل بنسبة كبيرة من خطر الفيضانات إضافة إلى مشروع بناء جسر على وادي جومين الذي هو في طور اللمسات الأخيرة. الحديث عن ماطر يجرنا إلى المشاكل التي عاشتها النيابة الخصوصية لبلديتها وهو ما اشتركت فيه مع بلديات أخرى في الولاية مما أثر على مستوى الخدمات المقدمة إلى المواطن فما هي الحلول لتحسين أدائها؟ - تهميش الإدارة المحلية بدعوى أنها موروثة من العهد السابق يحطم مفهوم الدولة في حين أن الثورة قامت على نظام وليس على الدولة التي من واجبها الحفاظ على مصالح المواطنين؛ والإخلالات التي شهدها العمل البلدي سببها غياب الخبرة عند أعضاء النيابات الخصوصية ورغبة بعضهم في العمل دون رقابة لغايات سياسية وانتخابية ؛ والحل يكمن في تعاضد مجهودات الأعضاء مع إدارة البلدية من كتاب عامين وموظفين للوصول إلى نتائج ترضي تطلعات المواطنين. الحديث عن الأداء البلدي يجرنا إلى المقترح الأخير الذي تقدم به المجلس الجهوي ببعث بلديات أوتيك وبازينة وغزالة فإلى أين وصل هذا المقترح؟ وهل من تدابير إضافية لدعم هذه المناطق ؟ المجلس الجهوي قدم فعلا مقترحا تقنيا ببعث البلديات المذكورة وقد قدمناه بعد دراسات إحصائية والتأكد من وجود موارد لاستمرار هذه البلديات؛ وقد عرض على إدارة التنمية المحلية بوزارة الداخلية ويبقى القرار الآن من اختصاص الحكومة؛ وفي هذا الإطار ننتظر من وزارة التنمية من خلال صندوقها دعم المجالس الجهوية وبالتالي يصبح هذا خطوة إلى الأمام في إطار تكريس اللامركزية. دفع مشروع "المارينا "في بنزرت ممثلي المجتمع المدني والمواطنين إلى الاحتجاج على ما اعتبروه خطرا يهدد البيئة البحرية ويحجب المخزون التراثي.. فهل تم الوصول إلى توافق مع أصحاب المشروع لحماية المدينة؟ - لا وجود لمشكل اسمه مشروع "المارينا" بل أثاره السلبية على المحيط هي المشكل وهو ما يستوجب معالجة تقنية –هندسية –وبيئية. ونحن نتفهم خوف المواطنين على مدينتهم ونسعى إلى إيجاد حل جذري مع أصحاب المشروع في الجلسة التي ستعقد يوم 5 فيفري بحضور كل الأطراف المتدخلة من وزارات ومجتمع مدني للحفاظ على جمالية مدينة بنزرت؛ وفي المقابل نسعى أيضا إلى إرسال إشارات ايجابية لرؤوس الأموال المحليين والأجانب لدفع حركة الاستثمار في الولاية؛ ومن ذلك إعدادنا بالاشتراك مع اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والغرفة التجارية لأيام الاستثمار بالجهة. ونحن نسعى جميعا للإعداد المحكم لفعالياتها عبر لجان مختلفة لاستقطاب مستثمرين في عديد القطاعات مما سيوفر مواطن شغل جديدة . وختاما أذكر أن الثورة هي قطيعة مع الماضي وهذه القطيعة لا تقتصر على تجديد المؤسسات والهياكل بل الأهم هو تغيير العقليات إذ أن البعد النفسي للثورة أهم بكثير من البعد المؤسساتي؛ فالثورة يجب أن تغير بنية العقل ونظام القيم وكيفية النظر للأشياء.. وإن طبقنا هذا فسنسمو ببلادنا إلى أعلى المراتب. ◗ ساسي الطرابلسي
مشروع المراوح الهوائية أنقذناه من الاندثار في خبر حصري تنفرد به" الصباح" أكد لنا والي بنزرت أن كل التدابير اتخذت لعودة "المراوح الهوائية" التي تنتج الطاقة الكهربائية إلى العمل بعد توقف طويل. يذكر أن هذا المشروع الذي تبلغ قيمته 600 مليون دينار وكان قد توقف نتيجة التخريب من شبكة مختصة في سرقة النحاس أوقفت السلطات الأمنية فردين منها في معتمدية أوتيك إضافة إلى بعض المشاكل العقارية وضعف الحراسة هذا التوقف كلف المجموعة الوطنية 200 ألف دينار يوميا من الخسائر حسب ما أكده لنا المكلف بالإعلام بالولاية.. عودة المشروع ستكون في الأيام القادمة بعد جلسة ستعقد بمقر معتمدية العالية هذا الأسبوع وسيحضرها كافة المتدخلين إضافة إلى أعضاء من المجلس التأسيسي. ومن المنتظر انتداب مزيد من عمال الحراسة مع تركيز كاميرات مراقبة تغطي شعاع كل المراوح الهوائية إضافة إلى تواجد فرق سيارة من وزارة الداخلية تؤمن المشروع الضخم. ◗ ساسي