سيادة الرئيس المحترم : أنا مواطن منحدرمن الجنوب التونسي وبالتحديد من مدينة قفصة التي عرفت عبرتاريخها بمقاومة الاستعماربالسلاح والتي كانت وما زالت رقما صعبا على كل من تداول على حكم تونس. أتوجه إلى سيادتكم بهذه الرسالة المفتوحة بعدما سمعت خطابكم الذي حدد خارطة الطريق التي رسمتموها لوقف الحرب ببلدكم رغم ما فيها من موضوعية وحنكة سياسية وقدرة على التسامح والتنازل فإني متيقن أن أعداءكم وأعداء الأمة العربية لن يقبلوا بها لأنهم صمموا على رحيلكم واتخذوا هذا الشرط ذريعة لمواصلة تدميرسوريا وقتل كوادرها وعلمائها. سيادة الرئيس : أشيد أولا بدورسوريا النضالي عبرالتاريخ وتضحيات شعبها الطيب والمناضل من أجل القومية العربية وفلسطين والتي يشهد لها العدو والصديق أنها الدولة العربية الوحيدة التي تسمح للعرب دخول أراضيها بدون تأشيرة سفروكنت من الذين انتفعوا بهذا الإجراء ثلاث مرات عند زياراتي لبلدكم المضياف والجميل بتراثه وتاريخه وطيبة شعبه. سيادة الرئيس : إني أخاطبكم من أجل سوريا وشعبها الصديق لأني أتألم كل لحظة وأنا أشاهد عبرالفضائيات العربية والعالمية يوميا الدمارالهائل الذي لحق بالبنية التحتية لبلدكم بأسلحة خلت توجيهها إلى العدوالصهيوني الجاثم على الأرض العربية مستغلين معارضة مدعمة من أعداء الأمة من الداخل والخارج؛ وأبكي لما أصاب الأطفال والنساء الجرحى والموتى. إني لا أعبّرعن الموقف الرسمي للحكومة التونسية بل أعبّر عن ضميرالأمة من أغلبية الشعب التونسي موجها خطابي هذا إلى إنسان خلقه الله مثلنا اسمه بشارالأسد الذي يتحمل وزرشعبه وأمانة حمايته وخدمته ورعايته أمام الله أولا وأمام الشعب السوري والعالم ثانيا لأن سوريا فتحت عليها أبواب جهنم وتتصارع عليها الدول العظمى لا حبا في شعبها وإنما رغبة في بسط نفوذها على المنطقة وبيع سلاحها والكيان الصهيوني يترصد المواقف ليشن عدوانه على بلدكم ويدمّرما تبقى من مقومات القوة ليستفرد بالمقاومة اللبنانية ودول المنطقة ويصادرحقوق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه واستقلال قراره؛ لأن المخططات التي تحاك ضدكم وضد بلدكم هوعقاب على صمودكم وممانعتكم للانخراط في سياسة الاستسلام وما قدمتموه من دعم للمقاومة في لبنان التي هزمت إسرائيل والصهيونية والإمبريالية العالمية . هم الآن يستغلون مرتزقة وبعض الشباب العربي المراهق المغرربهم بدعوى الجهاد والمعارضين لسياساتكم من الشعب السوري لتدمير بلدكم وقتل علماء سوريا لأنها شديدة المراس وتطوّرت تكنولوجيا وحربيا وتمثل خطرا على إسرائيل . لهذه يا سيادة الرئيس الحكمة تفرض على العظماء في التاريخ المراوغة والتضحية في سبيل إنقاذ حياة البشروبقاء الحجر. هل ترضى يا سيادة الرئيس أن يتحوّل الشعب السوري العظيم إلى شعب لاجئ في الدول ومشرّد خارج وطنه ويستغله تجارالسلاح والمتآمرون عليكم بعدما كان محتضنا للشعب العراقي أيام حرب الخليج واحتضانه ولسنين طوال وإلى الآن للاجئين الفلسطينيين الهاربين من بطش إسرائيل. هل تقبل يا سيادة الرئيس أن تبقى في كرسي الحكم وشعبك يذبح وبلادكم التي بناها أجدادكم وأسسها والدكم البطل حافظ الأسد تهوي وتدمّروساسة الدول الغربية والخليجية تجتمع لجمع المال للاجئين من الشعب السوري البطل . رجاء سيادة الرئيس اتعض بما حصل لصدام حسين والعراق الصامد والعقيد معمرالقذافي وليبيا الأبية واسحب البساط من تحتهم. اقبل الحلول المنقوصة وانسحب وكلف من تثق فيه لنزع هذا المبرر المزعوم لإيقاف الدماروقتل الأطفال والنساء والشيوخ وخيرة شباب سوريا العظيمة. سيادة الرئيس : نحن نعرف أن الموقف صعب لكن يا سيادة الرئيس العناد في مثل هذه الظروف يصبح عديم الجدوى مهما كانت نبل الأهداف السياسية المتبعة والكبرياء والصمود لأن البنات الشاميات الطاهرات المحافظات أصبحن مكرهات على العيش في ظروف صعبة جدا ....... و أطفال سوريا العظيمة متشردون ومنقطعون عن التعليم والشيوخ يتألمون من قسوة ما أصابهم وبلدكم في طريق الهاوية والبنية التحتية لسوريا الشقيقة ومعالمها التاريخية تدمّروالحرب لن تتوقف ولن تضع حدا لها في بلدكم إلا بقرارشجاع منكم بتخليكم عن الرئاسة لنرى على ما سيعتمدون بعد ذلك. فسوريا تعج بالكفاءات القادرة على مواصلة الرسالة وإنقاذها. فلا تعطهم فرصة أخرى لمزيد قتل شعبكم البطل ولا تسمح لسفلة العالم حتى يذلوه ويتاجروا به وعسى أن تكرهوا شيئا وهوخيرلكم والله ولي التوفيق والسلام.