تخوف من تكرار سيناريو الشتاء الماضي - أمام موجة الأمطار والثلوج التي اكتسحت الجهة بات أمر مواجهة التغييرات المناخية مرهقا ومثقلا بالنسبة لمتساكني منطقة عين دراهم نظرا وأنه يكتسي أهمية بالغة فما من عائلة الا وتخصّص جانبا كبيرا من مداخيلها المالية لوسائل التدفئة من بترول وحطب وأغطية صوفية وألبسة خاصة لمجابهة مثل هذه الكوارث الطبيعية. وينصب تفكير الأهالي هذه الأيام على الاستعداد الدائم لمجابهة هذا المناخ القاسي والقارس حيث يعجز المتساكنون عند تساقط الثلوج عن القيام بأعمالهم اليومية فتتعطل الدروس ويتعذر على التلاميذ الوصول الى مدارسهم وكذلك الشأن بالنسبة الى أغلب الموظفين والعملة. محطة وقود وحيدة.. وتوجد بالمدينة محطة وقود واحدة ولما يكثر الطلب تشهد اقبالا كبيرا من المواطنين للتزود بالوقود للتدفئة فلا يستطيع أغلبهم الحصول على طلباتهم بصفة منتظمة بسبب نفاذه في وقت قصير وهذا ما يعانيه اليوم المواطن في عين دراهم وهنا تدعو الضرورة الى توفير محطة وقود ثانية حتى تفي بحاجيات المواطنين التي تزداد يوما بعد يوم. ارتفاع مشط للحطب.. وأما الذين لهم فى منازلهم مدافئ فيعانون الأمرين بسبب الارتفاع المشط للحطب اذ بلغ سعر الخمسة أمتار130 دينارا من الخواص لذا فان ما يطلبه المتساكنون هو أن يتم توفير الكميات اللازمة مع التخفيض في السعر حتى يكون في المتناول. واما في مجال العادات الغذائية فيعول الأهالي هذه الأيام على ما اختزنوه من مؤونة كالكسكسي و"المحمصة" لاستهلاكها عند الحاجة ومن جراء تساقط الثلوج تعيش المنطقة في بعض الأحيان على نسق بعض الانقطاعات للتيار الكهربائي وكذلك تجمد المياه فيتعطل عمل المخابز وهنا يلتجئ البعض ممن يمتلكون " طابونة" الى صنع أنواع من "خبز الطابونة والملاوي والفطائر والخبز المبسس". شتاء قاس.. استعدادات المواطن بالجهة لهذا الفصل تختلق عن غيرها من المناطق الأخرى. فيوسف موساوي عاطل عن العمل يعترف أن فصل الشتاء يجبره على حرمان فلذات أكباده العديد من طلباتهم فلا يستطيع أن يوفر وسائل التدفئة التي تصبح في بعض الأحيان أهم حتى من الأكل نظرا لارتفاع سعر الحطب باعتبارها مادة ضرورية. أما ماهر عرفاوي(مصور) فيؤكد أن شتاء عين دراهم صعب ومقاومته أشد صعوبة وتوفير مستلزماته اليومية من وسائل التدفئة من حطب وبترول التى تبقى الشغل الشاغل لكافة المتساكنين خاصة وأن المواطن في عين دراهم أصبح غير قادر على اقتنائها وخاصة مادة الخشب الذي أصبح سعرها خياليا والدعوة موجهة الى السلط المسؤولة لايجاد حل يرضي جميع الاطراف. كما هو الشأن بالنسبة للسيدة سميرة عرفاوي"ربة بيت" التي أفادت أن الاستعدادات لفصل الشتاء مكلفة جدا سواء منها المتعلقة بتوفير الأكل واللباس والأغطية الى جانب ضرورة توفير وسائل التدفئة. ضرورة ضبط قائمة.. وقد طالب متساكنو الجهة بعديد المطالب وأهمها ضبط قائمة واضحة من فقراء ومحتاجين تكون بنك معطيات عنهم من خلال دراسة ميدانية شاملة والدعوة الى تمكينهم من وسائل التدفئة مجانا خلال الشتاء ومراجعة جذرية للبنية التحتية بالمنطقة وتدعيم التنمية المحلية خاصة برنامج ازالة الأكواخ حيث رصدت الاعتمادات وغابت الأشغال إضافة إلى ضرورة مد شبكة الغاز الطبيعي بالمنطقة وخاصة بالمؤسسات التربوية وتعزيز المستشفى المحلي بالدواء والتجهيزات والاطار الطبي وشبه الطبي بصفة قارة للتدخل في مثل هذه المؤسسات مع تكثيف المستوصفات وخاصة في الوسط الريفي. وتبقى عين دراهم من المدن التونسية التي يتوافد عليها السياح للاحتفال بتساقط الثلوج فنجد عدسات آلات التصوير ترسم صورة وضاءة للجبال التي اكتست حلة بيضاء ويقوم البعض بصنع عرائس من الثلج، هذه اذن عين دراهم بين قساوة المناخ والظروف المعيشية ونضارة المشاهد الطبيعية. ◗ محمد الهادي العبيدي
بين قساوة المناخ والظروف المعيشية.. شهدت مرتفعات عين دراهم فجر أمس وصباحه تساقط كميات هامة من الثلوج بلغ سمكها بين 10 و15 صنتم، ورغم تدخل لجنة مجابهة الكوارث المتكونة من الحماية المدنية والفلاحة والتجهيز والبلدية، حيث قامت الجرافات الستة بازالة الثلوج المتراكمة وقامت بفتح الطريق الوطنية عدد17 الرابطة بين جندوبة وطبرقة عبر عين دراهم – ورغم تركيز لجنة مجابهة الكوارث على الطريق الرئيسية عدد17، فقد انقطعت الطريق الوطنية عدد11 الرابطة بين عين دراهم وباجة عبر قرية التباينية. وقد تعطلت الدروس بجميع المدارس الابتدائية والمدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية، وقد عبر الاهالي خاصة الفقيرة منها، عن تخوفهم من تكرار سيناريو الموسم الفارط. ◗ رفيق العيادي