في إطار الاحتفال بالسنة الوطنية للفنون التشكيلية2013، يستعد اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين بالاشتراك مع وزارة الثقافة إلى إقامة الدورة الثانية للشهر الوطني للفنون التشكيلية الذي تمت برمجته هذا العام يوم 7مارس المقبل. ومن بين أهم ما تمت برمجته في هذه الدورة الندوة العلمية المزمع عقدها يومي 9و10 مارس والتي ستبحث في مسألة"الفن والالتزام". والمتأمل في الورقة العلمية التي أصدرها اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين يدرك أن الحراك المدني والسياسي العربي ولئن شكل على مدى السنتين الماضيتين –عنيفا كان أو سلميا-مناسبة لتفجير أسئلة كبرى طالت جميع الممارسات والحقول والميادين ومنها ما تعلق خاصة بالمسالة الثقافية التي يشكل الفن فيها حلقة أساسية ونظرا لهيمنة السياسي على مختلف مفاصل الواقع العربي راهنا ،كان ارتباط الالتزام في الخطاب العمومي مرادفا دائما للموقف السياسي مما يشرع لطرح إشكالية السياسي والجمالي ونعتقد أن هذا الملتقى سيسلط الضوء على مختلف هذه القضايا وهنا يجدر التمييز مبدئيا بين حقلين للممارسة –حقل الممارسة الفنية- وحقل الممارسة السياسية وما إذا كانت الجماليات الفنية سياسية بالضرورة. وفي مجال الفنون التشكيلية فان المقاربة يمكن أن تتأسس على مستويين: الفعل التشكيلي كفعل نقدي وارتباطه بمسألة الاستقلالية من حيث أنها تتأسس من داخل العمل الفني عبر أدواته الإبداعية وجمالياته الخاصة دون أن ترتهن إلى موقف سياسي أو أن تتحول إلى مصاف فنون الدعاية كما أن المقاومة الفنية تكمن في مدى قدرة الفنون التشكيلية أن تكون "وعدا بالسياسة"كما بقول ادورنو بمعنى إنها فعل تحرر من الواقع القائم على الاغتراب باعتبار أن واقع العمل الفني لا يمكن أن يخرج عن الأثر الفني. في هذا الإطار سيقترح هذا الملتقى العلمي الهام عدة إشكاليات لعل أهمها : مدى تعبير الفعل النقدي الجمالي نظري أو تشكيلي عن الالتزام الفني؟ثم هل يتنافى أو يتناقض الالتزام السياسي مع الالتزام الفني التشكيلي؟وهل يمكن أن يحتمل السياسي فنا مستقلا؟