اختارت بعض الجهات الاحتكام إلى ما هو ثقافي لفتح مجالات التعاون الدولي على مستويين إقليمي وعالمي بما يساهم في تحقيق فرص التنمية والتشغيل في بلادنا وإصلاح ما أفسدته بعض الجهات تحت دواع سياسية أو ايديولوجية في هذه المرحلة تحديدا نظرا لما عرفته من أحداث مأساوية وتطورات اجتماعية وسياسية أثرت سلبيا على جميع القطاعات تمثل في تراجع الاستثمار الخارجي والداخلي وعدم توفر فرص التشغيل وغيرها من المشاكل الأخرى. في ذات الإطار تحتضن بلادنا انطلاقا من21 من الشهر الجاري وإلى غاية 26 منه الملتقى الثقافي الأول المغاربي التركي. ويسجل هذا الملتقى مشاركة أكثر من 300 شخصية من خارج تونس تتوزع بين شخصيات إعلامية وناشطة في هياكل مدنية إضافة إلى العديد من رجال وسيدات الأعمال بالإضافة إلى أكثر من 30 منظمة مدنية وثقافية تونسية والعديد من النخب التونسية التي من المنتظر أن تشارك في هذه التظاهرة النوعية الهادفة. وتجدر الإشارة إلى أن الملتقى الثقافي المغاربي التركي يعد الأول من نوعه في إطار دعم الثورة التونسية وتقديرا لمكانة تونس الاقليمية والدولية من ناحية، ومساهمة من القائمين على الملتقى في دعم مسيرة التنمية الشاملة في تونس الثورة والتعريف بمقومات تونس الثقافية والسياحية والاستثمارية على نحو يساهم في المزيد من اشعاعها عالميا. ويأتي هذا الملتقى بمبادرة مدنية برعاية الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون، التي يرأسها الدكتور محمد العادل، والمنظمة العالمية للتعاون الاقتصادي والثقافي والاجتماعي بتركيا إضافة إلى المنتدى المغاربي التركي للثقافة والعلوم وبالتعاون مع عدد من المؤسسات الثقافية والهيئات المدنية في تونس وفي بلدان المغرب العربي. وبالنظر إلى برنامجه يلوح الملتقى هاما من حيث الأهداف التي يرنو إليها والمتمثلة أساسا في المساهمة في تعزيز الشراكة الثقافية العلمية والمدنية والاعلامية من ناحية فضلا عما يتيحه من فرص تبادل الخبرات بين بلدان المغرب العربي وتركيا من ناحية أخرى. ويتميز برنامج هذا الملتقى أيضا بشموليته لعديد المجالات والقطاعات مما يبيّن توجهه العملي لبحث كل إمكانات إفادة هذا البلد ومواطنيه. ندوات وورشات وأنشطة ويتضمن برنامج الملتقى الثقافي المغاربي التركي ندوة حوارية في اليوم الثالث للملتقى بالمركز الثقافي بالمنزه السادس، يتمحور موضوعها حول"سبل تعزيز الشراكة الثقافية بين المغرب العربي وتركيا" يشارك في طرح المباحث المتعلقة بهذه المسألة عدد من الأكاديميين والمختصين في عديد المجالات الثقافية والعلمية من البلدان المشاركة في هذه المناسبة. إضافة إلى تنظيم ورشات عمل في مجالات مختلفة منها ما يتعلق بالمجتمع المدني والتنمية البشرية أو حول عمل الهيئات الأكاديمية والبحثية وورشات أخرى حول "الثقافة والآداب والإعلام" و"دور الشباب في تنمية الشراكة المغاربية التركية" وغيرها من المحاور الأخرى التي يشرف عليها مختصون لتكون أشغال هذه الورشات وما تقدمه بمثابة دراسات يمكن اعتمادها في مسارات التعاون في المجالات المعتمدة في أجندات التعاون بين البلدان المشاركة في الملتقى. كما يتضمن برنامج الملتقى تنظيم ندوة ثانية في اليوم الرابع للملتقى بالمركز الثقافي بالحمامات يتمحور موضوعها حول "الشراكة الاقتصادية المغاربية التركية" سيشارك فيها أكثر من 100 من رجال وسيدات الأعمال من تونس وتركيا وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا بالإضافة الى عدد كبير من الشخصيات من عديد القطاعات الاقتصادية. كما تنتظم على هامش هذا الملتقى عروض موسيقية مغاربية تركية فضلا عن تنظيم زيارات للوفود المشاركة إلى عديد المدن السياحية والمواقع الأثرية على غرار القيروان وسوسة. تكريم عبدالجليل التميمي وسيتم خلال الملتقى الثقافي المغاربي التركي تكريم الباحث والمؤرخ التونسي الدكتور عبد الجليل التميمي تقديرا لجهوده العملية المتميزة واضافاته النوعية في مجال البحث العلمي وانتاجاته البحثية خاصة فيما يتصل بالعلاقات العربية التركية عموما والعلاقات المغاربية التركية خصوصا.