أصدرت الإعلامية نهى بلعيد مؤخرا كتابا يحمل عنوان "كان يا مكان مجلس وطني تأسيسي" وهي تجربة جديدة أو مغامرة جديدة تقدم عليها الإعلامية الشابة. وقد صدر هذا الكتاب المتوسط الحجم في ثمانية عشر فصلا عن دار سحر للنشر بتونس. وفي تصريح "للصباح" بينت محدثتنا أنها لم تفكر في البداية في كتابة نص عن المجلس التأسيسي بقدر ما كانت تمارس هوايتها في التوثيق التي رافقتها منذ الطفولة إلى احترافها الصحافة غير أن تعمقها في البحث وصياغة هذه الأحداث جعلها تقرر اصدارها في كتاب وتضع بين يدي القارئ هذا المنتوج الفكري. وقالت نهى بلعيد أن اختيارها عبارة "كان يا مكان" في حديثها عن المجلس الوطني التأسيسي يعود لرغبتها في ترك منتوج توثيقي للجيل القادم عن أحداث تعيشها تونس الراهنة بأسلوب يحمل الكثير من الحيادية والموضوعية خاصة وأن هذه العبارة تذكرنا بالحكايات والأساطير التي تحمل في طياتها العبر والأحداث الايجابية والسلبية. وأشارت في هذا الشأن أنها ترغب في تحفيز القارئ على التفكير فيما عاشته تونس منذ الثورة إلى اليوم مستعينة في بداية كتابها بمقولة الأديب المصري توفيق الحكيم" أنا لا أريد من الكتاب أن يريح قارئه ويلهيه إنّما أريد أن يطوي القارئ الكتاب فتبدأ متاعبه". وتجدر الإشارة إلى أن"كان يا مكان مجلس وطني تأسيسي" يرصد حسب التواتر الزمني(23 أكتوبر2011 إلى 23 أكتوبر2012)- الأحداث التي عاشتها تونس منذ تاريخ انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، كما لم يخل الكتاب من توثيق لمشاهد وطرائف وأغان حضرت بقوة في هذه الفترة من عمل المجلس الوطني التأسيسي حيث استعانت نهى بلعيد في توثيقها- إلى جانب الصحف وما تذكره وسائل الإعلام- بحضورها الميداني خلال مداولات النواب وبما يكتبه التونسيون على مواقع التواصل الاجتماعي على غرار الفايسبوك. على صعيد آخر، أفادتنا نهى بلعيد أنها ستتفرغ لدراساتها العليا وبالتالي لا تفكر حاليا في جزء ثان للكتاب رغم أن أشغال المجلس الوطني التأسيسي مازلت متواصلة باعتبار أن المجلس لم ينته بعد من صياغة الدستور الجديد مستدركة قولها باستعدادها للمساهمة ومساعدة من يرغب في إكمال هذا المشروع الذي تعتبره وثيقة تاريخية مضيفة أنها تأمل مستقبلا في نشر كتاب في اختصاصها الإعلامي وأخر يوثق لأحداث في بلادنا من منطلق إيمانها بأهمية التوثيق في تاريخ الأمم كما توجّهت محدثتنا بالشكر إلى كل من ساهم في خروج عملها للنور بدعمهم المعنوي على غرار والديها والإعلامييّن عبد الكريم الحيزاوي وقيس بن مراد وإسماعيل الجربي. يذكر أن مؤلف "كان يا مكان مجلس وطني تأسيسي" يطرح في فصله الأول تفاصيل يوم الانتخابات فيما يقدم في الفصل الثاني الأسباب التي أدّت إلى هذه النتائج ومنها فوز العريضة الشعبية بالمرتبة الثانية أمّا الفصل الثالث، فيصف كيفيّة تقبل التونسييّن لنتائج الانتخابات وترصد بقية الفصول الحضور الطاغي للواعز الديني في أغلب الأحداث التي عرفتها تونس في السنة الأولى من إنشاء المجلس الوطني التأسيسي. من جهته، قال الدكتور عبد الكريم حيزاوي مدير المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين والاتصاليين في تقديمه لكتاب نهى بلعيد أنه "عمل صحفي يوثق الحراك الاجتماعي والسياسي لفترة مفصليّة في تاريخ تونس، بعيون إعلاميّة شابّة أثبتت باقتدار أن الصحفي هو مؤرخ الحاضر". كما بين في تقديمه أنّه ليس من المهمّ أن نشاطر نهى بلعيد الرأي في نظرتها للأحداث وليس مهمّا أن نختلف معها في انتقاء هذه الأحداث وترتيبها بل إنّ المهمّ بالنسبة إليه كأستاذ لهذه الطالبة بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار هو التعرّف على الطريقة التي اختارتها"لتملك ما تعلمته وتتجاوزه أحيانا وإعادة صياغته بجرأة الشباب وجسارة الطموح وسخاء الجهد".