فيا تتواصل التحركات الديبلوماسية الاستعراضية في المنطقة العربية رافعة شعارات رنانة من نوع تأسيس دولة فلسطينية قبل موفى العام الجاري.. لم تتردد قيادات الاحتلال الاسرائيلي في الاعلان عن بناء مستوطنات جديدة في محيط مدينة القدسالمحتلة رغم الاعتراضات العلنية والواضحة الصادرة عن وزيرة الخارجية الامريكية رايس وعن وزراء خارجية ال27 دولة أوروبية. وقد تعاقبت أمس الانتقادات الأوروبية والامريكية الرسمية لمشروع بناء وحدات استيطان جديدة في مستوطنة جيفات زئيف شمالي غربي مدينة القدسالمحتلة. لكن القيادات الاسرائيلية التي تعودت منذ عقود على سلبية المعارضة الأوروبية والامريكية لاسرائيل وخاصة لسياستها الاستيطانية تتابع تحدي خارطة الطريق الامريكية والمواثيق الاممية.. في مسعى لان يتجاوز عدد المستوطنين في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة نصف المليون.. بعد أن بلغ عددهم في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية نحو 280 ألفا وحول مدينة القدس حوالي 200 ألف.. وهو ما يعني أن أي مشروع تسوية سياسية فلسطينية اسرائيلية وعربية اسرائيلية سيواجه معضلة ترحيل نصف مليون مستوطن غالبيتهم من المتطرفين دينيا وسياسيا ومن عناصر الميليشيات المسلحة.. وفيما بدأ نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني جولة جديدة في المنطقة لدعم الحشد ضد طهران ودمشق وحركات المقاومة الفلسطينية أعلنت موسكو أن وزير خارجيتها سيرغي لافروف سيقوم بجولة بدوره الاسبوع القادم من اجل حث دول المنطقة على عقد مؤتمر دولي للسلام بموسكو الشهر القادم مثلما سبق أن تقرر خلال مؤتمر أنابوليس الامريكي في ديسمبر الماضي. في هذه الاثناء يتابع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وقادة سوريا تحركاتهم استعدادا للقمة العربية الدورية المقرر تنظيمها موفى الشهر الجاري بدمشق.. والتي تراهن الشعوب العربية على ان تساهم في تسليط ضغوطات على حكومة تل ابيب.. وتخفيف الضغط على الشعبين الفلسطيني واللبناني.. إن الانتهاكات الاسرائيلية لكرامة الشعب الفلسطيني وبقية شعوب المنطقة بلغت حدا لا يطاق.. وتطورت الاستفزازات بشكل غير مقبول.. وسط ما يبدو غريبا من عجز وسلبية دوليين.. رغم الانتقادات الامريكية والأوروبية للقيادة الاسرائيلية.. إن عقد المؤتمر الدولي للسلام في موسكو يمكن أن يكون مبادرة ايجابية اذا اقترن بخطة شاملة للضغط على سلطات الاحتلال الاسرائيلية كي تحترم حدا ادنى من مقررات الاممالمتحدة.. التي تمنعها من بناء مستوطنات جديدة ومن مزيد تغيير الواقع على الارض.. في مسعى فاشل لدفع الجميع نحو نسيان شعارات تحرير فلسطين وبناء سلام شامل يبدأ بقيام دولة فلسطينية مستقلة قولا وفعلا..