وضعت وزيرة الخارجية الامريكية السيدة رايس أمس في القدسالمحتلة اصبعها على أبرز عنصر يعرقل مسار السلام العربي الاسرائيلي عموما والفلسطيني الاسرائيلي خاصة وهو الاستيطان.. وجاءت التصريحات الامريكيةالجديدة المعارضة للاستيطان ضمن مسار ديبلوماسي بدأته الادارة الامريكيةوالعواصم الاوروبية منذ مدة يقوم على معارضة تمادي سلطات الاحتلال الاسرائيلية في "تغييرالواقع الديمغرافي والامني" حول القدسالمحتلة وداخل بقية الاراضي الفسلطينية بسبب آلاف الوحدات السكنية الجديدة التي تبنى كل عام لفائدة معمرين اسرائيليين جدد. ومن بين ما أحرج الجانب الرسمي الاسرائيلي خلال جولة رايس الحالية أن حركة "السلام الآن" الاسرائيلية المعارضة للاستيطان أصدرت أمس الثلاثاء تقريرا أورد ان "بناء المساكن في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية ازداد بمقدار الضعف تقريبا منذ مطلع 2008 مقارنة بالفترة ذاتها من 2007"، وأنه "خلال الاشهر الخمسة الاولى من السنة كانت 433 وحدة سكنية قيد الانشاء في المستوطنات مقابل 240 خلال الفترة نفسها من 2007 حسب التقرير الذي وضع استنادا الى ارقام رسمية للمكتب الاسرائيلي للاحصاء". وقد كشف تقرير الحركة الاسرائيلية المعارضة استنادا الى صور التقطت جوا وزيارات على الارض ان ألف مبنى جديد يضم 2600 وحدة سكنية يجري انشاؤه حاليا في الضفة الغربية لفائدة المستوطنين.. على حساب الشعب الفلسطيني وأراضيه ومشروع دولته. علما أن الحكومة الاسرائيلية لا يمكن أن تتنصل من مسؤولية بناء هذه الوحدات الاستعمارية الجديدة لان "وزارة الاسكان" الاسرائيلية تساهم بنسبة الثلثين في تمويل المساكن التي هي قيد البناء.. ضمن خيار استراتيجي اسرائيلي اقترن خلال العقدين الماضيين باسم ارييل شارون.. لكن حكومات اليسار بزعامة بيريز ورابين واليمين التقت دوما على دعم الاستيطان.. خاصة بعد توقيع اتفاق اوسلوالفلسطيني الاسرائيلي في سبتمبر1993 برعاية أمريكية ودولية.. إن تصريحات رايس وزملائها الغربيين حول الاستيطان وتضاربه مع مشروع بناء دولة فلسطينية مستقلة مهمة جدا.. رغم الانحياز الرسمي الامريكي والاوروبي المبالغ فيه للجانب الاسرائيلي على حساب شعب فلسطين المنكوب بالاحتلال المباشر منذ عقود.. لكن لا بد أن تقترن تلك التصريحات بضغوطات حقيقية تقوم بها العواصم العالمية على القيادة الاسرائيلية لمنعها من التمادي في بناء المستوطنات.. واجبارها على اخلاء كل مستوطنات الضفة الغربيةوالقدس.. على غرار ما فعلت مع مستوطنات قطاع غزة.. تمهيدا لاجراءات ملموسة وحقيقية تمهد للتسوية ثم للسلام بدءا من انهاء الحصار ومئات الحواجز والبوابات بين المدن والقرى الفلسطينية.. والافراج عن أكثر من 10 آلاف اسير فلسطيني بينهم نواب في المجلس التشريعي انتخبهم شعبهم في انتخابات شهد العالم وقادة واشنطن أنفسهم بنزاهتها..