التعاطي السياسي للنهضة غلبت عليه المناورة - ما ان اعلن رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي عن فشل المشاورات من اجل تكوين حكومة كفاءات وطنية حتى تباينت المواقف السياسية وتضاربت من جديد. وحمل القيادي في الحزب الاشتراكي نوفل الزيادي مسؤولية فشل مبادرة حكومة كفاءات وطنية "لرئيس الحكومة حمادي الجبالي نفسه." وقال الزيادي بان الجبالي "لم يصارح الشعب ولم يطلعه على المتسبب في فشل مبادرته" في اشارة منه لحركة النهضة. واضاف "أخطأ حمادي الجبالي مرتين عندما لم يحمل مسؤولية فشل مبادرته لحركة النهضة وأخطأ مرة اخرى عندما تصرف كانه ضمير الامة في حين انه فرد من افراد الترويكا". وبين الزيادي ان مبادرة الجبالي "جاءت لامتصاص الغضب الشعبي بعد حادثة اغتيال الامين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين شكري بلعيد". وعلى عكس نوفل الزيادي فقد حمّل الناطق الرسمي باسم حزب التكتل محمد بنور مسؤولية فشل مبادرة رئيس الحكومة حمادي الجبالي لكل الاطراف المساهمة في ذلك. وفي رده على تصريح الزيادي قال بنور "من غير المعقول تحميل مسؤولية الفشل لصاحب المبادرة". وعلى خلاف نقطة من يتحمل مسؤولية فشل الحكومة فقد اعتبر بنور ان مبادرة الجبالي "ساهمت في امتصاص الغضب الشعبي إثر اغتيال شكري بلعيد". ومن جهتها صرحت الأمينة العامة للحزب الجمهوري مية الجريبي امس في برنامج "أستوديو شمس" "أن تونس تعيش حاليا مأزقا سياسيا حادّا علينا الخروج منه بالتوافق وتجديد الثقة في حمادي الجبالي." وأوضحت أن المصلحة الوطنية تقتضي أن يواصل حمادي الجبالي مسؤولية رئاسة الحكومة. وأضافت مية الجريبي "طرحنا دعم فكرة المزاوجة بين الكفاءات المتحزبة وغير المتحزبة في الحكومة الجديدة ومراقبتها دون المشاركة فيها وذلك وفق عدد من الشروط وهي: - تحييد وزارات السيادة الأربعة. - أن تكون الوزارات محدودة العدد. - أن يلتزم أعضاؤها بعدم الترشح للانتخابات. - أن تطرح في برنامجها مقاومة العنف وحل رابطات حماية الثورة وموضوع احتكار الدولة لموضوع العنف. - أن تشكل لجنة مستقلة للتحقيق حول اغتيال شكري بلعيد. وأكدت الأمينة العامة للجمهوري أن حركة النهضة تراجعت عن موقفها تجاه تحييد وزارات السيادة الأربع. وفي ذات السياق اعتبر رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي ان فشل الجبالي "ليس سوى التتويج الواضح لمسيرة فشل واضحة لرئيس الحكومة منذ توليه هذه المهمة، فشل في أن يكون وزيرا بغطاء الحزب الذي رشّحه فانقلب عليه وفشل في أن يكون كفاءة وهذا واضح من انجازات حكومته على الأرض." وقال الرياحي "ان للجبالي اختبارا أخيرا لينقذ ماء الوجه.. اختبار أخلاقي متعلق بقيمة الصدق هو اختبار بسيط ألم يقل أنه في حالة فشل مبادرته سيستقيل إذن نحن في انتظار هذا الاعلان نقولها للجبالي بوضوح كن صادقا واستقل." وكانت حركة النهضة قد اعلنت عن موقفها النهائي من مبادرة حمادي الجبالي من خلال البيان الاخير لمجلس الشورى حيث اعلن عن تمسك الحركة بتشكيل حكومة سياسية ائتلافية مستندة إلى شرعية انتخابات 23 أكتوبر 2011 ومنفتحة على الخبرات الوطنية الملتزمة بتحقيق أهداف الثورة وفق برنامج سياسي لاستكمال مرحلة الانتقال الديمقراطي وذلك بالإسراع في انجاز الدستور وتنظيم انتخابات ديمقراطية. ويعتبر المجلس أن مبادرة حكومة التكنوقراط لا تستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة. ومن جانبه أوضح المنسق العام للتحالف الديمقراطي محمد الحامدي امس ان التعاطي السياسي لحركة النهضة مع ملف التحوير الوزاري ومبادرة حمادي الجبالي قد غلبت عليه "المناورة". وعبر الحامدي عن استغرابه من مواقف الحركة الذي "يبدو انها تراجعت عما كانت تبديه من حرص في مسالة وزارات السيادة بالاضافة الى تناقض مواقفها في اغلب ردهات المشاورات." حسب قوله. ◗ خليل الحناشي