أسد بن الفرات بن سنان النيسابوري الاصل، التونسي الدار، سمع من الامام مالك بن انس الموطأ، رحل للعراق فسمع عن ابي يوسف، ومحمد بن الحسن الشيباني، وغيرهما وفي مصر وجد ابن وهب، وابن القاسم، واشهب، وابن عبد الحكم، فأراد ان يخدم الفقه المالكي معهم خدمة جديدة، وذلك ان يأخذ المنهج العراقي في تفصيل المسائل وتأصيلها، ويدرج عليه من مسائل الاحكام على مذهب مالك فيكون بذلك قد ادخل المذهب المالكي في دور جديد من التدوين المؤصل المرتب, ولم يسايره الا عبد الله بن القاسم العتقي اكبر اصحاب مالك واتمهم قياما على اقواله. فدون اسد اسئلته لابن القاسم ومباحثاته معه واجوبة ابن القاسم احيانا بقول مالك واحيانا بما رأى ابن القاسم من خلاله، واخرج ذلك كتابا كاملا جامعا قد دون فيه المذهب المالكي لاول مرة تدوينا وافيا هو «الاسدية» التي تشتمل على ستين كتابا الا ان هذا الاثر العظيم الذي ابرزه اسد قد بقي كما هو شأن كل عمل في ابتدائه منقوصا من جهتين. الجهة الاولى هو انه اعتمد منهج مذهب اخر والجهة الثانية ان فقهاء المالكية اعتادوا طريقة مالك (انظر اعلام الفكر الاسلامي في تاريخ المغرب العربي لسماحة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور) عاد أسد بن الفرات الى افريقية سنة 181/797 وانتصب بالقيروان يفيض ذلك العلم الجم ولم تمر مدونته واقتصر الناس على مدونة «سحنون» ولاه زيادة الله الاول الاغلبي القضاء. ثم ولي امير الجيش الذي وجهه ابن الاغلب لغزو صقلية فمات هناك شهيدا محاصرا لسرقوسة سنة 213ه. ما يوافق سنة 828م. وكان اسد يقول «أنا أسد وهو خير الوحوش، وأبي فرات وهو خير المياه، وجدي سنان وهو خير السلاح» (انظر تراجم المؤلفين التونسيين لمحمد محفوظ، والفكر السامي في تاريخ الفقه الاسلامي للحجوي الثعالبي الفاسي) وفيها معلومات اوسع عن اسد بن الفرات.