سحنون واسمه عبد السلام بن سعيد بن حبيب التنوخي، أبو سعيد. ولد بالقيروان سنة 160 ه. وتلقى العلوم بإفريقية على البهلول بن راشد وعلى أسد بن الفرات وعلي بن زياد. ثم توجه في طلب العلم الى المشرق سنة 188 ه فزار مصر والشام والحجاز، وأخذ الفقه عن فطاحل تلك الأمصار مثل عبد الرحمان بن القاسم وأشهب، وابن الماجشون ووكيع بن الجراح وغيرهم. عاد الى بلده سنة 191 ه فأظهر علم أهل المدينة ومذهب مالك بن أنس. وهو أول من ركزه بإفريقية مركزا ثابتا. تولى سحنون قضاء إفريقية منذ سنة 234 ه /848 م الى حين وفاته في رجب سنة 240ه/854م، ودفن بالقيروان. وضريحه مشهور للخاص والعام بعد ان خصّت الدولة مقامه بعناية فائقة فهو تحفة في البناء ومنتزه ومزار. من أمهات كتبه نجد المدونة الكبرى، جمع فيها مسائل الفقه على مذهب مالك بن أنس. ومخطوطات المدونة كثيرة وكذلك مختصراتها. كابن أبي زيد وابن بشير والبراذعي والمازري وابن يونس. وقد حظي مقام الامام سحنون بعناية فائقة من لدن الرئيس بن علي الذي خصه بروضة غاية في الجمال كما كان الفضل لهذا العالم كبيرا على أهل القيروان الى الوقت الحاضر كيف لا وقد حظي حي سحنون الذي تحول الى «حي الجنان» برعاية رئاسية فائقة غيرت مشهده الشعبية الى روضة.