أربعة أيام مرت على تعيين علي العريض رئيسا للحكومة لم تتخللها أدنى مشاورات بشان تشكيل الحكومة الجديدة باستثناء أولى اللقاءات التي كانت بالأمس. ورغم ذلك فقد تناقلت الصفحات الاجتماعية تسريبات لحكومة علي العريض على غرار تعيين قاض على رأس وزارة العدل وترشيح محمد بن سالم وزيرا للداخلية فضلا عن الإبقاء عن وزراء الشؤون الاجتماعية والتشغيل والمرأة والصحة وحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية. الأمر الذي دفع بالبعض إلى التساؤل :أي جدوى من هذا التحوير الذي طال انتظاره؟ ومع تصريحات بعض من قياديي الحركة بأن النهضة لن تتخلى عن وزارة الداخلية مقابل قبولها يتحييد باقي وزارات السيادة وفي ظل عدم حسم الحركة نهائيا في هذه المسالة يرى المظطلعون بالشأن السياسي أن حركة النهضة تتوخى سياسة المماطلة والمناورة وهو ما يجعل الوضع السياسي يحتمل عديد السيناروهات لعل أبرزها غياب التوافق وفشل مشاورات لياخد آنذاك رئيس الجمهورية بزمام الأمور.. وفي تصريح ل"الصباح" فضل القيادي بحركة النهضة عبد الحميد الجلاصي عدم التعليق على التسريبات السالفة الذكر مشيرا إلى أن "رئيس الحكومة المكلف بصدد إجراء جملة من المشاورات ويحدوهم جميعا رئيس الحكومة والأحزاب التي تم التشاور معها فضلا عن حركة النهضة رغبة في تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن", مؤكدا أن النقاشات "تتقدم بنسق حثيث". وأضاف الجلاصي بان رئيس الحكومة لديه تصور لهذه الحكومة كما انه سيعمل على تذليل جميع الصعوبات حتى يتسنى تشكيل الحكومة في اقرب وقت.. بالون اختبار؟ في المقابل أوضح الناطق الرسمي باسم التكتل في تصريح ل "الصباح" أن القائمة التي تم تداولها لا أساس لها من الصحة مشيرا إلى أنها لا تعدو أن تكون سوى مجرد بالون اختبار. وقال:"لا وجود لأي شيء الآن ومن الصعب الإعلان على تركيبة الحكومة بحر هذا الأسبوع" واعتبر بنور أن "المهم أن تحظى هذه الحكومة بالثقة خاصة أنها إذا لم تحظ بثقة الشعب فهي لن تنجح وبالتالي فان المراد هو تفادي الفشل لا سيما أن الفكرة السائدة اليوم هي المحاصصة الحزبية، حتى يمكن أن تكون الكفاءات مستقلة الأمر الذي سيسهم في إثراء هذه الحكومة ". وأضاف أن الجهود تنكب حول توفير اكبر حظوظ النجاح لهذه الحكومة من خلال تحييد وزارات السيادة ومراجعة التسميات علاوة على التوافق حول آليات اتخاذ القرارات والتسميات مؤكدا انه من الضروري تحديد الأولويات وان يقع الاتفاق بصورة واضحة فيما يتعلق بغلاء المعيشة وتدهور الوضع الأمني ومقاومة البطالة. وردا على ما يتم تداوله بان حركة النهضة تتعمد إهدار الوقت أشار الناطق الرسمي باسم التكتل إلى أن الحركة شاعرة بأنه يتعين عليها تشكيل الحكومة في اقرب وقت ممكن لا سيما أن اليوم المجتمع المدني والمشهد السياسي والإعلامي ينتظر التحوير ولابد أن تكون النتيجة في حجم هذا الانتظار. وعبر عن اعتقاده وفقا لتصريحات الجمهوري والمسار والتحالف أن هنالك قناعة في أن "الحل يكمن في تبني حكومة وحدة وطنية وهو خيار راهن عليه التكتل منذ البداية" على حد تعبيره. الجبالي يعود؟؟؟ من جهة أخرى أكد محمود البارودي عضو المجلس الوطني التأسيسي عن التحالف الديمقراطي في تصريح ل "الصباح" أن التسريبات بشان التشكيلة الجديدة لأعضاء الحكومة لا أساس لها من الصحة مؤكدا في نفس الاتجاه إن النهضة قد تتخلى عن جميع وزارات السيادة بما فيها الداخلية غير أن نتيجة المشاورات لن يعلن عنها قبل أسبوع من الآن. واعتبر البارودي أن "حركة النهضة تعتمد سياسة المناورة والمماطلة" فضلا عن "تعمدها إهدار الوقت وبالتالي فان المشاورات قد تطول وقد يحسم فيها رئيس الجمهورية او ان يعود زمام الامور الى حمادي الجبالي..." حسب قوله.