تونس فضاء متميز للاستثمار وما تحقق من تنمية اقتصادية يستحق التنويه اكد شون دونالي نائب وزير التجارة الامريكي في اوروبا والشرق الاوسط ان جهودا متبادلة تبذل من اجل دعم وتطوير المبادلات التجارية والفرص الاستثمارية بين تونس وامريكا والسعي لتحديد الاليات والسياسات المطلوبة التي من شانها ان تجعل من العلاقات التونسيةالامريكية فضاء افضل للاستثمارات. وجاءت تصريحات المسؤول الامريكي خلال مائدة مستديرة انتظمت صباح امس بالسفارة الامريكية في اعقاب زيارة عمل الى تونس استمرت ثلاثة ايام اوضح خلالها ان تونس تحتضن 70 مؤسسة امريكية توفر 18 الف موطن شغل فيما تناهز المبادلات التجارية بين 700 و750 مليون دولار ملاحظا رغبة بلاده في دعم هذه الارقام التي اعتبر انها لا تدعو للشعور بالرضا وانها تدعو لمزيد الاسهامات، وقال دونالي ان خمسة الاف منتوج تونسي باتت تجد طريقها الى الاسواق الامريكية ولا تخضع للاداء القمرقي. وقال دونالي انه ليس مهوسا بالاحصائيات والارقام ولكنه لا يشعر بالرضا ازاء مستوى المبادلات التجارية بين البلدين. .. واضاف شون دونالي خلال اللقاء الذي جمع عددا من ممثلي الصحافة الوطنية وحضره السفير الامريكي روبير غوداك انه ينظر الى مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين بكثير من التفاؤل. واشار دونالي قبل ان يتوجه الى المغرب محطته التالية في هذه الجولة ان ما حققته تونس من نمو اقتصادي يحظى بالتقدير والاعتراف ويجعل منها قاعدة استثمارية. كما اشار دونالي الى اقامته بتونس كمتطوع بين سنة 1968 و1970 وانه عاد لاحقا في مهمة ديبلوماسية سنة 1998 وهو يعود اليوم ليواكب مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد التونسية على مدى اربعة عقود من مواقع مختلفة. .. و في معرض ردوده حول التساؤلات المطروحة وصف المسؤول الامريكي زيارته الى تونس بالناجحة والمثمرة مشيرا الى انه عقد والوفد المرافق له الذي ضم في صفوفه مندوبين عن خمس وزارات شملت التجارة والزراعة والاستثمارات والمالية والخارجية سلسلة من اللقاءات والمحادثات مع الوزير الاول السيد محمد الغنوشي كما مع السيد النوري الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي الذي تراس الوفد التونسي بهدف استكمال المفاوضات حول الاتفاق الاطاري للتجارة والاستثمار بين امريكا وتونس او ما اصطلح على تلخيصه باتفاقية "تيفا " الذي تم بعثه سنة 2002 وذلك في ثالث اجتماع من نوعه لتحقيق هذا الهدف. اما مجالات التعاون المشترك التي تم التعرض لها حسب تصريحات المسؤول الامريكي فتتعلق بفتح الاسواق والخدمات والاستثمار والملكية الفكرية. واهتمت محادثات الوفد مع وكالة النهوض بالاستثمارات والغرفة التجارية التونسيةالامريكية بتوسيع دائرة اطلاع المصدرين التونسين باتفاقية تيفا التي وصفها TIFA بالاتفاق البعيد المدى بالنسبة للطرفين التونسي والامريكي. وشدد على ان اتفاق التجارة الحرة تيفا الذي دعا اليه الرئيس بوش مع منطقة الشرق الاوسط قبل خمس سنوات لبعث منطقة للتبادل التجاري الحر يعد برنامجا لينا flexible يتماشى مع خيارات ونسق الدول المعنية,و تمهد اتفاقيات الاطار الى تشكيل لجان من الدولتين لتحديد فرص الاستثمار المتاحة والعوائق التي تواجهها للوصول الى اتفاق التجارة الحرة. وبدات الادارة الامريكية سلسلة مفاوضات مكثفة مع 14 دولة بينها اربع دول عربية وهي الاردن والمغرب والبحرين وعمان الى جانب اسرائيل لاقامة منطقة تبادل حر. واشار دونالي الى ان مستوى التبادل التجاري مع تونس ما انفك يتطور وانه يامل في تحقيق المزيد في مجال الخدمات الذي لا يزال الاكثر خضوعا للقيود والاستثمارات وتشغيل الكفاءات. وعما يمثله البعد الجغرافي من عوائق امام العلاقات الاقتصادية للبلدين قال المسؤول الامريكي ان مسالة النقل حظيت بنصيب من الاهتمام في المحادثات لتحقيق الهدف المطلوب والوصول الى ما يسمى باتفاق "السماء المفتوح" open sky agreement الا انه اعقب بان الامر لا يزال في حاجة لمزيد الجهود معتبرا ان نقل الأشخاص ونقل البضائع جزء اساسي من منظومة التجارة الشاملة ويحتاج لدعم وتطوير شركات الطيران ومؤسسات الشحن الخاصة. .. وعن اسباب ودوافع اهتمامات الادارة الامريكية الاقتصادية بالمنطقة بالتزامن مع التنافس القائم بين الاتحاد الاوروبي والصين قال المسؤول الامريكي ان كل بلد في العالم يبحث عن الاستثمارات وان هذا المجال اشبه بلعبة تنافسية تتطلب توفرمختلف مقومات البنى التحتية المادية والبشرية والتقنية مشيرا انه لمس في تونس الكثير من الاستثمارات الاجنبية الاوروبية والخليجية مما يجعلها فضاء مفتوحا للتنافس واضاف بان السوق التونسية واعدة وتشهد منافسة شديدة من اوروبا واسيا وهو ما يعد تحديا لامريكا في هذا المجال ومن شانه ان يشكل دافعا لمزيد الجهود وقال لقد ظلت المنطقة تحظى بالاهتمام في مجال السياسة الخارجية وقد ان الاوان لدعم الفرص التجارية بما يمكن ان يؤدي الى بناء القواعد الاساسية لتحسين مستوى المعيشة وتحقيق التقدم السياسي في المنطقة مضيفا ان المسائل الامنية والسياسية لا تنفصل عن المسائل الاقتصادية او خلق المزيد من فرص العمل وعن الحضور الاوروبي والصيني قال المسؤول الامريكي انه يفضل ان يفسح المجال للاطراف الاوروبية والصينية لتتحدث عن اجندتها الخاصة وعما اذا كانت تونس قادرة على الدخول في مرحلة التجارة الحرة قال المسؤول الامريكي انه يقدر ما تحقق لتونس في مجال الاقتصاد وانه لا مجال للتشكيك فيما حققته في مجال التنمية الذي اهلها لتوقيع اتفاق للتبادل الحر مع اوروبا مضيفا ان هذا من شانه ان يفيد المؤسسات الامريكية وشدد على ان هناك بعض التحديات تواجه الطرف الامريكي في الكونغرس الذي لم يصادق في السنة الماضية على نفوذ الرئيس الامريكي في مجال التجارة الحرة... وتاتي زيارة شون دونالي والوفد الموافق له بعد اقل من اسبوعين على زيارة دايفيد وولش مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الاوسط وقد سجل حجم المبادلات التجارية التونسيةالامريكية ارتفاعا بنحو خمسين في المائة بين 2005 و2006 الا ان حجم الاستثمارات الذي يناهز 700 مليون دولار بوجود سبعين مؤسسة استثمارية امريكية لا يزال ابعد ما يكون عن منافسة الشركات الاستثمارية الاوروبية التي تجاوزت 2400 مؤسسة كما ان الطريق الى توقيع اتفاق التجارة الحرة لا يبدو خاليا من التحديات بالنسبة للطرفين وهي بلا شك تفرض على الدول العربية المعنية بها التاني والسعي لحماية مصالحها الاقتصادية تفاديا لتكرار الحسابات الخاطئة التي ارتبطت بالاتفاقات التجارية وغيرها سواء مع الاتحاد الاوروبي او غيره من الاطراف المتنافسة في فرض هيمنتها على المنطقة. ..