دعوة للاقتراب من الناس أكثر.. وطرق أبوابهم والحديث عن مشاغلهم تونس - الصباح: نظم المرصد الوطني للشباب أمس ندوة وطنية حول الشباب ووسائل الإعلام والاتصال تم خلالها التأكيد على أهمية وسائل الإعلام في المجتمع التونسي وفي حماية الشباب مما يتهدده من انزلاقات ومخاطر ناجمة عن العولمة.. وخلال النقاش الذي استمع إليه السادة عبد الله الكعبي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية وصلاح الدين الدريدي المدير العام للإعلام وإبراهيم الوسلاتي المدير العام للمرصد الوطني للشباب وعدد من ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، تمت دعوة وسائل الإعلام إلى الاقتراب أكثر من الناس والاستماع إلى مشاغلهم ومشاكلهم وانتظاراتهم ونقلها بأمانة وإلى تمرير ثقافة الالتزام وحب الوطن عوضا عن الإثارة والعنف في الملاعب والتركيز المبالغ فيه على كرة القدم الذي كرس الجهوية.. كما تم التأكيد على ضرورة فتح المجال أمام الشباب لكي يعبر عن آرائه بكل صدق وحرية ومسؤولية. وذكر أحد الحاضرين أن الشباب معرض إلى تهديدين خطيرين أولهما التطرف الديني وثانيهما التفسخ الأخلاقي وهو ما يدعو وسائل الإعلام للتصدي لهاتين الظاهرتين.. وبين آخر أن وسائل الإعلام مدعوة إلى التطرق إلى التجارب الشبابية الناجحة وليس فقط التركيز على نماذج شبابية سيئة.. كما طالب وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية بالاهتمام بالشباب بنفس القدر الذي تهتم فيه بالرياضة من حيث تحسين دور الشباب وانتداب المنشطين المختصين في توجيه الشباب.. ودار الحديث خلال هذه الندوة عن الميثاق الشبابي الذي ستنتهي إليه حلقات الحوار مع الشباب وتم التأكيد خاصة على ضرورة أن تساهم جميع أطياف الشباب على اختلاف توجهاتهم في بلورته. وعن ظاهرة عزوف الشباب عن مطالعة الصحف تمت الإشارة إلى وجود عزوف عن المطالعة بصفة عامة وليس عن مطالعة الصحف فحسب وهي ظاهرة ليست حكرا على التونسيين فقط بل يمكن ملاحظتها في عديد البلدان العربية. وخلال هذا اللقاء تحدث السيد عبد الله الكعبي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية عن الدور الهام لوسائل الإعلام والاتصال في تشكيل تصورات الشباب وعن دور الإعلاميين في رسم مسالك التحديث دون التخلي عن القيم والأصالة.. وبين أنه حينما يطالع الصحف يجد فيها عتابا كبيرا على الشباب في تونس وهو أمر على حد قوله ليس في محله.. ودعا إلى عدم التهويل حتى لا تحصل قطيعة بين الكهول والشباب بإعطاء تلك الصورة القاتمة عن الشباب التونسي.. وقال "ليس كل الشباب منحرفون بل هناك شباب مثقف يملأ الجامعات".. وبين أن اختراق العوالم الالكترونية وما تقدمه الفضائيات يحتم التعامل معها بتعقل ويستوجب تعميق الوعي الشبابي بهذه الوسائل الحديثة. فالعالم يعيش على وقع عولمة أفرزت تحديات صعبة.. ولاحظ أن الشباب التونسي لا يقبل على العولمة كما أنه لا يخاف منها. وتساءل الوزير هل أن الشباب التونسي يتفاعل مع ما تتيحه الثورة المعلوماتية والاتصالية؟ وعن مدى قدرته على مواكبتها وعن الزمن الذي يخصصه لاستخدامها وعن رأيه في مضامين وسائل الإعلام وخاصة الفضائيات؟ وهي أسئلة تمت الإجابة عنها بتقديم ما ورد في الاستشارة الشبابية الثالثة. استشارة وكانت الندوة الوطنية حول الشباب ووسائل الإعلام والاتصال مناسبة للتذكير برؤية الشباب للإعلام الوطني من خلال الاستشارة الشبابية الثالثة التي تطرقت إلى محور الشباب ومجتمع المعلومات وهي تعود إلى سنة 2005. وبينت الاستشارة وقتها أن الشباب أميل إلى التلفزيون منه إلى الإذاعة إذ نجد 10 فاصل 5 بالمائة منهم لا يستمعون بتاتا للإذاعة مقابل 1 فاصل 9 بالمائة فقط لا يشاهدون بتاتا التلفزيون ويعود ارتفاع نسبة مشاهدة التلفزيون إلى تعميم الربط بشبكة الكهرباء. وبينت الاستشارة أن تعدد الإذاعات حمل معه تنوعا في اختيارات الشباب.. كما كشفت انخفاض نسبة مشاهدة القنوات التلفزيونية المغاربية. وورد في الاستشارة أن 68 فاصل 5 بالمائة يقرؤون الصحف أحيانا وهم يطالعون خاصة موضوعات تتعلق بقضايا المجتمع والرياضة والثقافة والفن.. وتبين أيضا أن هناك ضعفا شديدا في الإقبال على الصحف الأجنبية نظرا لارتفاع كلفتها المادية لكن هناك صنفا من القراء وخاصة الفتيات يقتنون تلك الصحف الأجنبية المهتمة بالفن.. وكشفت الاستشارة أن الشباب غير راض على مستوى الإعلام المكتوب فنصفهم يؤكدون أن الصحف لا تعبّر عن مشاغلهم.. وهم يريدون منها التعبير عن طموحاتهم وإنتظاراتهم ويطمحون إلى تطوير صناعة المضامين الإعلامية كما يرغبون من التلفزيون في الاعتماد على منتجين ومنشطين أكفاء. وبالنسبة للتقنيات الحديثة للاتصال فبينت الاستشارة أن من مظاهر التحسن في ممارسة الإعلامية هي وجودها في المعاهد والجامعات ثم يأتي بدرجة ثانية الحاسوب الشخصي والعائلي. وتتوزع الاستخدامات المتواترة للحاسوب بين التعليم والتثقيف والإعلام والبحث و"التشات".. وطالب الشباب بالتخفيض في كلفة الربط بشبكة الانترنات. وذكر 57 بالمائة من الشباب أنه ليست لهم فكرة على الانترنات مقابل 35 بالمائة منهم يحسنون التعامل مع هذه الشبكة ولو بصفة متوسطة.. لكن هناك عاملا مطمئنا ويتمثل في ارتفاع نسبة الشباب الذين يرتادون المراكز العمومية للانترنات.. ويقضّي الشاب الذي يستعمل الانترنات تسع ساعات أسبوعيا أمام الحاسوب..وبينت الاستشارة أن الشاب يخصص 18 ساعة أسبوعيا أمام شاشة التلفزيون أي بمعدل ثلاث ساعات يوميا وتبين أن ذلك يمكن أن ينعكس سلبا عن التوقيت المخصص للدراسة والمراجعة. ولكن تجدر الإشارة إلى أن هذه الاستشارة أجريت سنة 2005 ؟؟ فهل يمكن اعتماد نتائجها الآن.. وفي ندوة وطنية انتظمت أمس؟؟ هذا السؤال طرحه بعض المشاركين في تلك الندوة؟؟