تونس - الاسبوعي: في بادرة تستحق التنويه والاحتذاء من قبل بقية الادارات الجهوية للتعليم نظّمت الادارة الجهوية للتربية والتكوين بأريانة في موفى الاسبوع المنتهي يوما دراسيا حول «الادماج المدرسي لذوي الحاجات الخصوصية» أشرف عليه السيد محمد بن علي الوسلاتي المدير الجهوي للتعليم وشارك فيه عدد من ممثلي وزارات الشؤون الاجتماعية والصحة العمومية ومعهد النهوض بالمعاقين الى جانب عدد من متفقدي التعليم والمساعدين البيداغوجيين والمدرسين وممثلي بعض الجمعيات ومجموعة من الاولياء.. وقد مثل هذا اليوم مناسبة هامة تدارس فيها جميع الحضور واقع إدماج التلاميذ الحاملين لإعاقة ما في منظومة التربية والتعليم العمومية بشكل تتساوى فيه الحظوظ مع نظرائهم من التلاميذ العاديين منذ إقرار الخطة الوطنية في الغرض سنة 2003 . التوعية والتحسيس وقد إفتتحت أشغال اليوم الدراسي بمداخلة قدّمها الدكتور لطفي بن للاّهم المدير العام لمعهد النهوض بالمعاقين وعرض فيها بعض المعطيات الرقمية حول إصابة الاعاقة لدى الاطفال في تونس والمقدرة بحوالي 150 الف طفل بينما تتعدد الاسباب الكامنة وراءها وتتفرع حسب ما بينته البحوث والدراسات الى أسباب مرتبطة بفترة الحمل وتمثل 50% من الحالات و38% من الحالات لأسباب مرضية، كما توقف الدكتور خاصة عند التأثير السلبي لعملية إختناق المولود أثناء عملية الولادة وإنعكاس النقص في الاوكسيجين على صحة الطفل مما يجعله عرضة للاصابة بالاعاقة.. ومن جهة أخرى وفي سياق ردّه على ما أثاره مدرسو الاقسام الدامجة من صعوبات في الاحاطة وإدماج التلاميذ حاملي الاعاقة ومحدودية النتائج المتوصل اليها في إفادة هؤلاء التلاميذ باعتبار نقص التكوين في الغرض وعدم الحزم في تنفيذ المنشور الوزاري المتعلق بحذف 5 تلاميذ من الفصل عن كل تلميذ حامل لإعاقة أعلن الدكتور بن للاّهم أن الفترة القريبة القادمة ستشهد إصدار أدلة بيداغوجية للمعلمين خاصة بهذه التجربة تساعدهم على تحقيق نتائج جيدة في أقسامهم الدامجة. واضاف أنه وبالتنسيق مع مخلتف الاطراف المتدخلة سيتم مضاعفة برامج التكوين لهؤلاء المدرسين الذين انخرطوا في هذه الخطة وحققوا نتائج طيبة في البداية على الرغم من الصعوبات التي اعترضتهم والتي لخصها مدير عام معهد النهوض بالمعاقين في عدم تحمس بعض الأولياء للانخراط في التجربة ورغبتهم في التعامل مع منظومة مختصة بدلا عن المنظومة العمومية وقلّة التوعية والتحسيس بقيمة الاهداف الانسانية التي تنبني عليها الخطة وهو ما ينتظر تعزيزه أكثر في المرحلة الحالية والقادمة لإنجاحها والمساعدة على تحقيق ما هو مرجو منها. وبالتوازي كشف الدكتور بن للاّهم أنه يتم حاليا صلب وزارة الشؤون الاجتماعية اعداد برنامج ال«E-Handicap» وهو عبارة عن محاميل رقمية مهيئة للمعاقين - على اختلاف نوعية الاعاقة - ومطابقة للبرنامج الرسمي للسنوات التحضيرية والبرامج الوطنية للسنوات الست من التعليم الاساسي. علما وأن هذه المحاميل بصدد التجربة العملية والتقييم النهائي في بعض المراكز المختصة، وبعد المراجعة والتعديل سيتم توزيعها على التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة وأوليائهم قصد استغلالها والاستفادة منها حتى تصل عملية تعليم هذه الفئة من التلاميذ الى نتائجها المنشودة.. كذلك ولتأمين حسن الشروع في هذا البرنامج أفاد الدكتور بن للاّهم أنه تم تركيز 24 مركزا في مختلف ولايات الجمهورية مهيأة بحواسيب وطاولات خاصة ومعدة خصيصا للمعاقين بحسب طبيعة الاعاقة على اختلافها لاحتضان الاطفال المدمجين ودعم مسارهم التربوي. نظام التقييم ومن أبرز المسائل المثارة كذلك سواء في الورشات المختصة أو في النقاش العام مشكلة الاكتظاظ في الاقسام الدامجة على غرار ما توقف عنده أحد الأولياء وأكده المعلم محمد الهادي البوكاري الذي أشار الى أن التجربة هي في غاية الافادة لما فيها من أبعاد إنسانية نبيلة إلا أن المعيقات كثيرة والصعوبات أكثر سيّما إذا ما كان القسم الدامج يفوق عدد تلاميذه ال 27 تلميذا.. كما دعا الولي من جانبه الى ضرورة مراجعة نظام التقييم في مدارسنا وإعدادياتنا ومعاهدنا ليأخذ بعين الاعتبار هذه الشريحة من التلاميذ ذوي الاحتياجات الخصوصية، فمثلا هل يعقل أن يجري تلميذ فاقد للسمع امتحانات تعتمد على اختبارات سمعية وشفوية على غرار «الموسيقى»..فما ضرّ لو تم الاقتصار على «الاختبار الكتابي» فقط تحقيقا لمبدأ تساوي الحظوظ. وفي تعقيبه على أشغال هذا اليوم الدراسي أفادنا السيد محمد بن علي الوسلاتي المدير الجهوي للتعليم بأريانة أن هذا اللقاء مثل فرصة جد إيجابية لتفعيل أدوار كل الاطراف المتدخلة في برنامج الادماج المدرسي للتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة، إعتمادا على تشخيص الصعوبات التي تعترض كل طرف ومن ثمة التفكير جماعيا في إيجاد الحلول لهذه الصعوبات والاشكاليات التي قد تطرأ.. وحول مسألة الاكتظاظ في بعض الفصول وعدم الالتزام بحذف خمسة تلاميذ عن كل تلميذ لإعاقة ردّ السيد الوسلاتي حرص إدارته على توفير كل الظروف للاحاطة بهؤلاء التلاميذ وحسن إدماجهم في منظومة التعليم سيما من حيث تطبيق المناشير والقرارات الوزارية الصادرة في الغرض ويرجع محدثنا الاشكال الى الولي الذي يتعمد عدم التصريح بإعاقة منظوره أو تقديم ملفه الطبي أو بطاقة الاعاقة الى إدارة المدرسة لتأخذ المسألة بعين الاعتبار ويتم تقليص عدد التلاميذ في الفصل الواحد حسب التراتيب المعمول بها.. وبشر المدير الجهوي الحضور بتكثيف مثل هذه اللقاءات التي مكنت من تشخيص عديد الصعوبات وإيجاد الحلول لها بالاستعانة بالاخصائيين النفسانيين والاطباء... سفيان السهيلي
الإشهار في المحاضن ورياض الاطفال... هل من مراقبة؟ ظاهرة جديدة بدأت تظهر في بعض المحاضن المدرسية ورياض الاطفال وتتمثل في اقتحام بعض الشركات والمؤسسات لأسوارها بهدف الاتصال بالاطفال وعرض منتوجاتها عليهم والقيام بعمليات اشهارية وتسويقية داخلها إعتمادا -طبعا- على إغراء الاطفال وتقديم المنتوج بصفة مجانية.. بعض الاولياء وفي اتصالهم «بالأسبوعي» عبّروا عن رغبتهم في لفت أنظار الدوائر المسؤولة كوزارات التربية والتكوين والمرأة والطفولة والمسنين والصحة العمومية للتدخل قبل انتشار هذه الممارسة وتفادي ما قد تحمله من انعكاسات سلبية على صحة الاطفال وسلوكاتهم.