من المرجع أن يباشر وزير السياحة الجديد جمال قمرة فعليا عمله صلب الوزارة بداية من الأسبوع المقبل بعد أن استلم مهام الوزارة رسميا يوم الجمعة الفارط. وينتظر أن يجد الوزير على مكتبه جملة من الملفات العاجلة تتطلب اجراءات استثنائية بالنظر إلى واقع القطاع السياحي الذي يمر بصعوبات عديدة تتعمق في كل مرة تتعكر فيها الأوضاع الأمنية والسياسية في تونس.وتراكم مخلفات الأحداث الأمنية المتتالية منذ آحداث السفارة الأمريكية أرهقت القطاع السياحي في ظل تراجع مؤشرات الأسواق أواخر السنة الفارطة ومع بداية الموسم الحالي. وتسلم الوزير الجديد مقاليد الوزارة في هذا الوقت الحرج فيما تبقى من مدة زمنية قصيرة على موسم الذروة السياحية وفي واقع لا يخفى على أحد فيما يتعلق بصورة الوجهة التونسية في الخارج وفي الأسواق السياحية الهامة للسياحة التونسية، يعقد ربما المهمة ويطرح جملة من التحديات. صورة تونس في الخارج. وسيكون ترميم صورة تونس في الأسواق السياحية من أهم الملفات المستعجلة التي تتطلب من الوزير الجديد حلولا عملية لأن ضبابية المستقبل السياسي والتجاذبات السياسية والانفلاتات الأمنية وحادث الاغتيال كلها عوامل ساهمت في استنزاف سمعة الوجهة السياحية التونسية. ويقترح البعض في هذا السياق العمل على تزويد الصحف الأجنبية ووكالات الأنباء العالمية بأخبار عن تونس تهم الشأن الثقافي والسياحي وتعطي صورة عن سير الحياة الثقافية والإقتصادية والسياحية في تونس بعيدا عن أخبار السياسية التي ساهمت في التعتيم عن بقية جوانب سير الحياة في البلاد. وخلال الحديث مع عدد من المهنيين في القطاع أكدوا أن من أولويات عمل وزير السياحة الجديد في المرحلة المقبلة يجب أن تتركز في البداية على تحسين العلاقة مع المهنيين والهياكل التي تمثلهم على المستوى الجهوى والوطني لا سيما أن علاقة الوزير السابق لم تكن على أحسن ما يرام .وشابتها أحيانا فترات مد وجزر بين الطرفين. المحيط السياحي يعد أيضا العمل على تحسين الأمن في المناطق السياحية والمسالك السياحية أحد أهم التحديات المطروحة اليوم.وتتطلب وفق تقدير المختصين في المجال السياحي انكباب الوزارة بالتنسيق مع بقية الأطراف على اتخاذ اجراءات أمنية عاجلة والقيام بعمليات ميدانية تبعث رسائل طمأنة استعدادا لموسم الذروة. ويشدد المهنيون على عامل الوقت الذي قد لا يتحمل انتظار وضع خطط وبرامج عمل بل يحتم المرور مباشرة إلى عمليات وإجراءات ميدانية. يتطلب كذلك الواقع السياحي اليوم إيلاء المزيد من الإهتمام إلى تحسين الوضع البيئي المتردى خاصة في المناطق السياحية والمدن والبلديات السياحية. ومشاهد تراكم الفضلات في كل مكان تثير انتقادات عديدة من قبل السياح ووكالات الأسفار الأجنبية وتتطلب مجهودا مضاعفا في هذه الفترة قبل حلول موسم الصيف.