يتواصل موسم جني الزيتون في جرجيس حيث أن الصابة تعتبر قياسية وقد عجزت المعاصر عن استيعاب الكميات الكبيرة من الزيتون واضطرت للعمل ليلا نهارا بمعدل3 فرق كل8 ساعات. ويقبل التجار من صفاقس بأعداد كبيرة يوميا لشراء الزيتون وعصره في معاصر صفاقس حيث أن هنالك أسواقا خارجية وجاهزة للتصدير في أوروبا والصين وهو ما جعل سعر بيع الزيتون في جرجيس يصل إلى37 دينارا ثمن "الويبة" بعد أن كانت في حدود22 دينارا وتفرز"الويبة" ما بين6 و8 لترات من الزيت. وهذا الارتفاع الهام في سعر بيع الزيتون استبشر له الفلاح لكن سعر لتر الزيت ارتفع إلى5 دنانير ومرشح للارتفاع إلى6 دنانير بحكم تواصل إقبال تجار صفاقس على شراء كل كميات الزيتون قبل وصولها للمعاصر. وقد أفادنا أحد أصحاب المعاصر أنه يعمل ليلا نهارا ولم يتمكن من الاستجابة لطلبات المواطنين والفلاحين. كما أن موسم جني الزيتون أعطى حركية للعائلات والنشاط الفلاحي في جهة جرجيس. فالعائلات التي اشتغلت في جني الزيتون تحصلت على مقابل الثلث مقابل محصول الزيت أو الزيتون وكانت استفادتها كبيرة وهو ما شجع مئات العائلات من خارج مدينة جرجيس للالتحاق بضيعات جني الزيتون وكسب مادي هام باعتبار أنها تتحصل على الثلث حيث يرفض الجميع العمل بأجرة يوم واحد. وأكد عديد الفلاحين أن قسمة حصيلة جني الزيتون بأن يأخذ الفلاح الثلثين والأجير على ثلث مكن من تفادي نقص اليد العاملة وجني صابة الزيتون وجميع الأطراف كانت رابحة. والإشكالية الوحيدة التي حصلت هي نقص الأمطار وهو ما جعل الرمال تغزو ضيعات الزيتون. تعليب الزيتون وتصديره يمكن التفكير في إحداث مصانع تعلب الزيت وتصدريه في قوارير للأسواق الأوروبية وهو ما يمكن من توفير مواطن الشغل في جرجيس والاستفادة من خيرات الجهة والبيع بأثمان مربحة عوض أن يتم بيعه بالجملة كما يحدث حاليا لمصدرين أجانب خارج الحدود يحرصون على تعليبه في مرحلة ثانية بقوارير بلتر واحد ويتم بيعه بضعف الثمن بالعملة الصعبة في المحلات التجارية الأوروبية. كما أنه يمكن بالتوازن استغلال صحراء تطاوين لإنجاز وحدة صناعية لقوارير الزجاج تستعمل لتصدير الزيت وفق ما أفادنا به أحد المختصين في هذا الموضوع.