أدى المهدي المبروك وزير الثقافة صحبة عدنان منصر المستشار والناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية وعدنان الوحيشي المدير العام للمعهد الوطني للتراث وعدد من الاطارات بوزارة الثقافة زيارة عمل الى ولاية المنستير لمتابعة تقدم أشغال صيانة وترميم قصر المرمر بسقانص المنستير. وقد تحول وزير الثقافة الى القصر الرئاسي سقانص المنستير رفقة الحبيب ستهم والي المنستيرو كل الاطارات الحاضرة وتجولوا بين أروقته وطوابقه حيث عاينوا عن كثب تقدم أشغال التهيئة والترميم التي بلغت نسب متقدمة وشارفت أجزاءا منها على الانتهاء كما شهدت العديد من التدخلات الفنية واللمسات التقنية وتهيئة الفضاءات الخارجية والمساحات الخضراء تقدما ملحوظا بفضل تضافر جميع الجهود في حين قريبا سيفتح طلب العروض لمشروع احداث سياج بالمتحف بقيمة 110 ألف دينار ليحمي ساحة المتحف ومكوناته من العبور العشوائي أو السرقة. وبالمناسبة تم تنظيم جلسة عمل بمقر الولاية تحت اشراف وزير الثقافة ووالي المنستير وبحضور مختلف الأطراف المتدخلة من تجهيز وبلدية المنستير وجمعية صيانة المدينة والمندوبية الجهوية للثقافة وممثلي المعهد الوطني للتراث، خصصت لمزيد احكام آليات متابعة أشغال صيانة وترميم متحف بورقيبة والتنسيق بين مختلف الأطراف لدفع نسق الأشغال حتى يكون المتحف جاهز لاستقبال الزوار بعد افتتاحه من قبل رئاسة الجمهورية في6 افريل القادم بمناسبة احياء ذكرى وفاة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة. وقد أكد عدنان منصر أن الهدف من الاسراع بأشغال قصر"المرمرة" بسقانص المنستير من شأنه أن يعود بالنفع على الجهة من خلال ادراجه ضمن المسلك السياحي واعتباره مركز ثقافي وعلمي وتوثيقي وحتى لا تقتصر زيارات السياح ورواد مدينة المنستير على زيارة روضة آل بورقيبة فقط. وأضاف منصرأن المتحف سيكون مكسبا جهويا ووطنيا يضاف إلى تراث المدينة ويحفظ الذاكرة الوطنية التي عرفتها تونس مع الزعيم بورقيبة باعتبار رمزيته التاريخية واعترافا بالجميل له لما قدمه لتونس طيلة حياته. كما تمت الدعوة خلال جلسة العمل الى ضرورة تضافر جهود الجميع من معهد وطني للتراث وادارات جهوية وبلدية المكان والشركات المتعهدة بالصيانة للرفع من نسق الانجاز وتجاوز المشاكل والعراقيل وخاصة بهدف انهاء جزء من المتحف مع موعد احياء ذكرى وفاة الزعيم بورقيبة. كما تم تحديد موعد غرة أفريل لعقد جلسة عمل بمقر الولاية لمتابعة اللمسات الأخيرة في حين تواصل لجنة القيادة الجهوية جلساتها الدورية لدراسة مختلف خطوات الانجاز والتهيئة والترميم ولتذليل مختلف الصعوبات المادية والفنية. وللتذكير فان قصر سقانص الرئاسي تم التفويت فيه منذ 2002 من رئاسة الجمهورية الى وزارة الثقافة لمتابعته اداريا وفنيا حيث قدرت الكلفة الجملية لتهيئة القصر والمتحف بما يقارب 3,5 مليون دينار لصيانته وتغيير فضاءاته إلى قاعة محاضرات وندوات فكرية ومتحف للزعيم بورقيبة سيضم ما تم العثور عليه في أحد سراديب قصر قرطاج ومنها أكثر من 680 ألبوم صور بالأبيض والأسود تؤرخ لتنقلات وزيارات الزعيم بورقيبة إلى الخارج، بالإضافة إلى تسجيلات صوتية نادرة لخطاباته. كما سيحتوي القصر على مركز توثيق للباحثين في دراسات الفكر البورقيبي سيؤثث بما يقارب عن120 علبة أرشيف تحتوي على وثائق هامة ومختلفة القيمة تروي كفاح الزعيم الحبيب بورقيبة إلى فترة الستينات كما سيتم جلب سيارتين للزعيم بورقيبة، السيارة الرئاسية التي تعرف "برويس رويس" وسيارة مكشوفة السقف سيتم وضعها ببهو القصر. وشملت دراسة تهيئة القصر الرئاسي بسقانص صيانة النفورات الخارجية للقصر التي تشتغل بالأضواء و الموسيقى وتعتبر الأولى على المستوى الإفريقي ، علما و أن وزارتي الثقافة والسياحة التركية وفي اطار التعاون الدولي بين البلدين تعهدتا بتكاليف اصلاح نفورات القصر على حسابها والتي تقدر بما يفوق عن800 ألف دينار الا أن التباحث مع الطرف التركي ما زال متواصلا لتنفيذ تعهداتها.