أكد مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي ان "الترويكا تعيش افضل حالاتها بالرغم من الانقسامات والاختلافات التي عرفتها مؤخرا"، مشيرا الى "ان هيمنة حزب النهضة يعكس فوزه بأغلبية الاصوات لكن لا يعني تمكنه من مفاصل الادارة والدولة في البلاد لان الشعب اليوم اصبحت له كلمته ". كان ذلك خلال ندوة انعقدت امس بقمرت نظمتها جمعية خريجي جامعة هارفرد العرب في نسختها الثامنة والخاصة بالعالم العربي بعنوان "العالم العربي من الثورة الى التحول" وشارك فيها اكثر من 200 شخص من تونس ومن خارجها. وكانت الجمعية قد ترددت كثيرا حسب ما صرح به رئيسها عامر لحام حول اختيار تونس مكانا لعقد هذه الندوة نظرا للوضع الذي تعيشه البلاد لا سيما بعد عملية اغتيال الشهيد شكري بلعيد، وعند هذه النقطة توقف مصطفى بن جعفر لتمرير رسالة طمأنة الى منظمي التظاهرة الى العالم ومن ورائهم قائلا :"ان تونس ليست بقندهار.. وهي وريثة 3 آلاف سنة حضارة بقيت وستبقى ملتقى للتبادل الاكاديمي والاقتصادي وهي معبر للاستثمار بين اوروبا وافريقيا والشرق الاوسط". وأشار بن جعفر إلى أن فرص الاستثمار في تونس عديدة وتحرص المؤسسات الشرعية الجديدة اليوم على حفز المستثمرين الوطنيين على اقامة مشاريعهم وأيضا على البت قريبا في ملف رجال الاعمال المسجونين والممنوعين من السفر وايضا من خلال التعديل المزمع ادخاله على مجلة الاستثمار لفرض قاعدة واسعة من الشفافية في المعاملات والحوكمة الرشيدة ولا يمكن لعجلة الاقتصاد ان تدور بالفاعلية والنفاذ المطلوبين الا بمساهمة المستثمرين من الداخل ومن الخارج في مجال الاعمال وفي المقابل تتعهد الدولة بتوفير مناخ مريح من الامن والاستقرار والذي " تطور بشكل ملحوظ خلال سنة 2012 وهو ما يبرزه استيعاب قرابة 6 ملايين سائح اجنبي .." على حد تعبيره. وبخصوص مسألة التشكيك في الاجندا السياسية في البلاد اعتبر بن جعفر انها مسألة تعكس بالضرورة التشكيك في كل الطبقة السياسية في البلاد واصفا اياها "بالخطيرة" و"الغير منطقية". روزنامة بالمقابل بيٌن بن جعفر انه "وبفضل روح الوفاق القائمة بين الفرقاء السياسيين، تمكن المجلس الوطني التأسيسي من حل العديد من القضايا الخلافية في الدستور ابرزها مسألة الهوية وشكل النظام السياسي .." واضاف ان المجلس التأسيسي تمكن مؤخرا من صياغة روزنامة تأليفية شارك فيها رؤساء الكتل النيابية وتم التصويت عليها بالجلسة العامة..واستقر حولها راي نواب الشعب بأن تجرى الانتخابات القادمة في الفترة المتراوحة بين منتصف اكتوبر وديسمبر القادمين وستساهم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تدقيق الموعد المحدد وضبطه. المال الخليجي وحول المال الخليجي لدعم طرف دون غيره في الساحة السياسية في البلدان التي عاشت ثورات الربيع العربي وبالخصوص دعم الاخوان المسلمين عبٌر بن جعفر عن رفضه القاطع لاي تدخل أجنبي من شأنه 'الاخلال بالتنظيمات الحزبية والسياسية" على حد تعبيره. وبشان الملامح الاحتفالية لذكرى الاستقلال الموافق ل20 من الشهر الجاري، وجٌه بن جعفر اللوم الى الاعلام معتبرا انه "قصٌر في ايصال المراسم الاحتفالية التي تم تنظيمها احتفالا بذكرى يوم من ابرز الايام الوطنية في تاريخ تونس " على حد تعبيره . ودعا بن جعفر الشباب التونسي الذين لهم الزاد المعرفي والخبرة الضرورية الى توظيف طاقاتهم لفائدة وطنهم واخوانهم من الشباب المهمش في الجهات الداخلية الذي هو في امس الحاجة اليهم لتلقي رسائل امل ايجابية وجدية. وبيٌن بن جعفر في نفس السياق ان تونس قد استثمرت كثيرا في العنصر البشري من خلال التكوين والتعليم مما أهل عددا منهم للالتحاق باكبر الجامعات العالمية على غرار جامعة هارفارد - التي تخرج منها ابرز قادة العالم، سبعة منهم رؤساء للولايات المتحدةالأمريكية مثل جون آدامز وجون كندي وباراك اوباما - مؤكدا على ضرورة عودة هذه الكفاءات الشابة الى بلادهم خاصة في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة التي تعيشها تونس ليساهموا في بناء النموذج التونسي الجديد الذي تنتظره كل بلدان العالم ..