نجحنا في غرس ثقافة الحجز المسبّق في النّزل لدى التونسي تونس - الصباح يشهد قطاع الخدمات اليوم تحولات دولية كبرى فرضتها المنافسة الشرسة بين الشركات المعنية والظروف الاقتصادية العالمية الصعبة. ومن بين القطاعات التي عرفت في السنوات الاخيرة عدة صعوبات حدت باعادة النظر في طرق معاملاتها، قطاع الخدمات السياحية والنقل وخاصة النقل الجوي. فنشات عديد الشركات الحكومية وغير الحكومية لترعى هذا القطاع وتحاول النهوض به ومن بين هذه الشركات نجد "أماديوس " التي تعتبر المزود العالمي الاول للحلول التقنية في قطاع السياحة والسفر ونظام التذاكر الإلكترونية المباشر. وقد أثبت نظام أماديوس للحجوزات الإلكترونية فاعليته كحل سريع لتطبيق نظام التذاكر الإلكترونية حول العالم وتنظيم الحجوزات في النقل الجوي والبحري وفي النزل والسياحة. "الصباح" التقت السيد أحمد المؤدب رئيس مدير عام "أماديوس" وكان لها معه هذا الحوار: ماذا يمكننا أن نعرف عن مؤسسة"اماديوس"؟ هي مؤسسة وطنية تتبع شركة "تونس الجوية" تحت إشراف وزارة النقل. والمتعاملة أساسا مع الجامعة التونسية لوكالات الأسفار وتعتبر المزود التكنولوجي لوكالات الأسفار المحلية. فآخر التطورات التي تصدر عالميا في مجال الأسفار والترفيه والحجوزات نتقبله مباشرة ونزود به وكالات الأسفار. اليوم نجد ما يزيد عن ال270 وكالة أسفار منخرطة في منظومة أماديوس، تتلقى منا التكنولوجيا ونتبنى موظفيها وأعوانها في تربصات خاطفة في مقرنا الذي خصصنا فيه فضاء هاما للتدريب والتربص. فأية فكرة أو منظومة جديدة تظهر في العالم تصلنا في الحين وإذا أقنعتنا وأقنعت الجامعة التونسية لوكالات الأسفار، نلائمها على واقعنا وتشريعاتنا ثم نقدمها للوكالات ونستقبل أعوانها للتكوين وفي ظرف نصف ساعة تكون المنظومة مطبقة مع الحريف. يبدو أن "أماديوس" تسعى اليوم إلى التأسيس لنظام عمل جديد وغرس عقلية جديدة لدى وكالات الأسفار ولدى التونسي المتعامل معها؟ في موسم 2007-2008 وفرنا منتوجا جديدا لوكالات الأسفار. فبعد منظومة الحجز وإصدار التذاكر الخاصة بالنقل الجوي وكذلك البحري والحجز في النزل والإقامات، وفرنا للمتعاقدين معنا من وكالات أسفار منظومة جديدة وهي "باك اوفيس" Back office وهو عبارة عن نظام إلكتروني للتصرف الإداري لوكالات الأسفار الهدف منه التخلي عن كل ما هو ورق والاعتماد الكلي على المعلوماتية. هو منظومة تعين وكالات الأسفار مهما كان حجمها ورقم معاملاتها على حسن التصرف الإداري وتخفيض التكلفة. ال"باك اوفيس" يقدم منفعتين الأولى هي التصرف في تذاكر الحجز وإصدارها دون تدخل بشري والمنفعة الثانية هي التصرف التجاري حيث تمكن هذه المنظومة من توفير أولا الورق وثانيا الآلات وثالثا العنصر البشري. ال"باك اوفيس" أصبحت مهمة جدا بعد التخلي عن العمولة التي كان معمولا بها بين وكالات الأسفار وشركات الطيران . على ذكر إلغاء العمل بالعمولات ,كيف يمكن لوكالات الأسفار أن تعيش اليوم؟ المنظومات الالكترونية التي توفرها أماديوس بالتعاون مع الجامعة التونسية لوكالات الأسفار توفر عديد الخدمات المعوضة والمربحة لوكالات الأسفار التي بإمكانها اليوم العمل بموظف واحد وحتى من دون مقر يستهلك جزءا كبيرا من المداخيل. ومن بين الخدمات التي ستمثل نقلة هامة في دنيا الحجوزات مثلا الحجز عن بعد وعبر المنزل سواء بالنسبة للحجز العادي الذي يتطلب تذكرة أو الحجز الالكتروني الذي لا يتطلب سوى رقم يمكن الحصول عليه بالهاتف أو بإرسالية قصيرة أو عبر البريد الالكتروني. وحتى تضمن أية وكالة استمراريتها يجب أن تكون لها خدماتها المسعرة وأن تعمل على تنويعها وتطويرها لكسب الحرفاء. ونحن موجودون على ذمة هذه الوكالات لتطويرها في ظل ثورة رقمية وتكنولوجية تشهدها اليوم وكالات الأسفار العالمية التي تخلى أغلبها حتى عن المقر الاجتماعي وعوضه بموقع واب يعمل من خلاله ويبيع بواسطته خدماته. فالوكالة بإمكانها اليوم أن تبيع للحريف تذكرة الطائرة أو الباخرة وتحجز له النزل وتسوغ له السيارة وتقدم له جميع الخدمات دون أن يجمعها بالحريف أي لقاء مباشر.فهذا الأخير يقدم طلباته ويدفع الكترونيا وتصله طلباته بسرعة خيالية ودون أية مشاكل آنية ولا لاحقة. لقد أثارت عملية إلغاء العمولة بين وكالات الأسفار وشركات الطيران مشكلة وأقلقت أغلب الوكالات التي فقدت بذلك موردا هاما للكسب؟ إلغاء العمولة ليس إجراء تونسيا بل هو إجراء عالميا لكنه بالفعل أقلق وكالات الأسفار ونحن من جهتنا بذلنا جهدا لتمكينهم من حلول بديلة.وفي سنة 2008 ستطبق كل الناقلات الدولية إجراء وقف العمل بالعمولة. لماذا ركزت "أماديوس" فقط على النقل الجوي وعمليات الحجز في النزل؟ لا، بل هناك النقل البحري كذلك الذي أصبح يتعامل بمنظومة اماديوس. وقد شهدت شركة الملاحة البحرية نقلة هامة في طريقة عملها ومعاملاتها الخاصة بالحجز وقريبا ستكون تذكرة الباخرة الكترونية بدورها. ونعد كذلك خطة عمل مع شركة السكك الحديدية. وماذا عن منظومة "الإي باور" (i power) التي يبدو أنها ستغير كليا من واقع وكالات الاسفار التي نشاهدها اليوم؟ هي عبارة عن عملية حجز بواسطة الانترنات. فمن خلال موقع وكالة الاسفار,يختار الحريف الرحلة المرغوب فيها والسعر المفضل والدرجة ودفع الكترونيا ويحصل على التذكرة في الحين وهو في مكتبه او بيته وهو نظام نسعى اليوم إلى تركيزه، بعد أن أصبحت أكثر من 50 بالمائة من عمليات الحجز في أوروبا تتم بهذه الطريقة. وماذا عن دوركم في تطوير عمليات الحجز المسبق في النزل خاصة أن المواطن التونسي لم تترسخ لديه اليوم عقلية البرمجة والحجز المسبق؟ هي عملية انطلقت منذ 16جويلية 2006 وحققت نتائج هائلة حيث انخرط فيها ما يزيد عن ال200 فندق في منظومتنا. وهي تجربة سهلت عمل النزل وحققت الراحة والطمأنينة للحريف. فحجز غرفة في نزل كانت مشكلة بالنسبة للحريف الذي كان عليه أن يرسل فاكس أو يتصل هاتفيا واحيانا يجد مشكلة في الاتصال او أن الفاكس لايصل أو أن يجد السعر مختلفا بين وقت الحجز ووقت الدفع,واليوم مكنت منظومة "أماديوس" من تجاوز كل هذه المشاكل. وفي سنة 2007 مثلا قمنا بأكثر من 5 آلاف عملية حجز وهو رقم هام خاصة إذا ما نظرنا إلى عدد الليالي المقضاة. والهدف هو أن يتعود التونسي على برمجة عطله ويحجز بصفة مسبقة لاقاماته صيفا او شتاء وأن يذهب الى وكالة أسفار للحجز ويتخلى عن الذهاب مباشرة للنزل . وفي الشهرين الأولين من السنة الجارية وصلنا إلى ألف حجز فيها حجوزات للصيف وهو شيء يفرحنا لأنه يثبت أننا بدأنا نجني ما زرعناه وبدأنا في تحقيق هدفنا.