عرفت الواحات القديمة بمنطقة الوديان بدقاش نضوب عيون المياه التي كانت المصدر الأساسي لري الواحات قديما ويرجع العارفون بتاريخ المنطقة نضوب هذه العيون إلى السياسات القديمة التي استنزفت الثروة المائية فهذه الواحات تتوفر بها جميع أنواع التمور ذات جودة عالية رغم نقص مياه الري الذي أثر على واقع وآفاق القطاع الفلاحي بهذه الربوع حيث أصبحت الدورة المائية متباعدة مما كان له الانعكاس السلبي على مردودية الواحات في جهة يعتبر فيها الفلاحون لاسيما المتساكنين تحت خط الفقر حيث لم يعد في استطاعتهم استخلاص تكاليف مياه الري التي تزداد في كل سنة مقابل تراجع دخل الفلاح وهذه الوضعية وغيرها لاسيما بمنطقة عين الربح وبعض المناطق الأخرى بالمحاسن التي كانت لها منظومة ري على ملك الخواص بمقتضى قرار صادر في عام 1912 ولكن الوضع تغير في عهد النظام البورقيبي حيث تم حفر آبار رغم معارضة جل الفلاحين حيث قامت الدولة انذاك وعلى إثر هذه الحفريات بغراسة آلاف الهكتارات من النخيل تعرف سابقا بواحات ستيل وقد تم استغلالها حتى من بعض الأجانب إلى أن نضبت العيون القديمة بمنطقة الوديان وفي نظام المخلوع ازداد الوضع تأزما وأصبحت الواحات مهددة بالاندثار إلى الآن لذلك يطالب فلاحو الوديان بتطبيق مجلة المياه وايجاد آليات أسرع لإصلاح الآبار المعطبة وتدعيم المنظومة المائية بآبار عديدة لتستنشق هذه الواحات جرعة من الأوكسجين تعيد الأمل للفلاحين.