هل هي بوادر أزمة جديدة في إنتاج البصل تلك التي يعيش على وقعها الفلاحون هذه الفترة وتهدد بتكرار سيناريو ليس بالبعيد عن ذاكرة التونسي حين طفا نجم هذا المنتوج على سطح الأحداث الوطنية جراء نقص إنتاجه والإرتفاع الصاروخي لأسعاره حتى صار يلقّب ب"سي البصل"؟ قد يكون الأمر واردا ما لم يقع التدخل لتفادي الأزمة القادمة على مهل وسط تهديدات المنتجين هذه الأيام بالعزوف عن إنتاجه والإمتناع عن تقليع محاصيلهم حتى أن عددا منهم آثروا مكرهين على ذلك كما يرددونا حرث مزارعهم بما فيها من منتوج وإعادة استغلالها في زراعات أخرى بعد أن تكبدوا خسائر لا طاقة لهم بتحملها بفعل انهيار الأسعار في مستوى الإنتاج بشكل لافت.و أكدت بعض مصادرنا أنها تراجعت إلى60و80مليما ليصل المنتوج ذاته للمستهلك أضعاف هذه القيمة ! فلاح من بوسالم تحدث بمرارة عن الخسائر التي تكبدها هذا الموسم بعد أن قام بزرهكتارين من هذه المادة لكن حين أينعت و حان جنيها لم يقدر حتى على خلاص العمال بسبب ضعف الطلب ما تسبب في انتكاس السعر.وأعزى ذلك إلى تعمد التجار التزود بكميات محدودة للسيطرة على العرض وتسويق سلعهم بأرفع الأسعار،على حد قوله. وهو ما أدى إلى تراكم المنتوج بسوق الجملة حد إتلاف بعضه جراء تعفنه حسب تعبيره وقد أثر هذا على التزود من الفلاحين وعرقاة عملية ترويجه. وأفاد المنتج إقبال السويسي أنه مضطر إلى حرث كامل المساحة المزروعة لتعذر الإيفاء بمستحقات العمال رغم ما تحمله من مصاريف ونفقات إنتاج.وسيعمل على استبدال زراعة البصل بمنتوج آخر. وردد بامتعاض شديد أن أبرز ضحايا هذه الوضعية هما المنتج والمستهلك وأفاد مصدر من المنظمة الفلاحية بأن المشكل يهم عديد مناطق الإنتاج وليس خاصا بفلاح دون آخر معلنا أن عدة تشكيات بلغت قيادة الإتحاد في الآونة الأخيرة وسط تهديدات بالإمتناع عن معاودة زراعته ما يثير مخاوف بروز أزمة جديدة في الموسم القادم على خلفية تراجع الإنتاج المرتقب في ظل تقلص المساحات المخصصة لهذه المادة. هكذا هو حال القطاع الفلاحي زمن الإنتاج الوفير تنهار الأسعار ويدفع المنتج الثمن فيما يظل المستهلك الضحية الأبدية زمن الوفرة والندرة.