◄ أتحدى الحكومة في الكشف عن قتلة شكري بلعيد تحدى الناطق الرسمي باسم حزب التحرير رضا بالحاج السلطات التونسية ان تكشف عمن اسماهم قتلة شكري بلعيد بعد ان تأكد من التداخل بين أطراف داخلية وأخرى خارجية في أطوار هذه القضية. واعتبر بالحاج خلال ندوة صحفية للحزب بالعاصمة تحت عنوان " موقف حزب التحرير من التدخل الاستعماري في البلاد وضد الارتهان للأجنبي والعمالة" ان طرح موضوع الجهاد في هذا الظرف بالذات هو بإيعاز امريكي ومن خلال ابرز ذراعي العمالة العربية والاسلامية المتمثلة في دول الخليج من جهة وتركيا من جهة اخرى. وبخصوص الواقع السياسي للثورة التونسية فقد اعتبر بالحاج ان الثورة في تونس قد تعرضت الى "براكاج اقليمي ودولي" واعتراض سبيل ممنهج ومبرمج لصد مشروع الامتداد الحضاري للنهج الاسلامي الذي يشكل عودة الوعي للامة وهو ما يخيف المستعمر ويزعزع استقراره. واقترح المتحدث ان تكون هذه المرحلة هي مرحلة تقديم بدائل لتخدم الواقع التونسي الذي وصفه ب"المزري" . وقال كذلك ان المجتمع التونسي يشهد اختراقا ناعما عن طريق الجمعيات ذات التمويل الامريكي حسب قوله الذي يعمل اساسا على ضرب المنظومة القيمية للتونسي بالاضافة الى الاقصاء الكلي للدين من الحياة السياسية. رضا بالحاج نبه من العنف وقال "انه حرام شرعا باعتباره نتاجا لمخططات سياسية مشبوهة تشرّع للتدخل الاجنبي ولتدخل رجال اعمال مشبوهين وساسة لهم ماض ملوث" حسب تعبيره. ورغم نعي جل الاطراف السياسية لسقوط نظام بن علي وهروبه الى المملكة العربية السعودية فان اطرافا اخرى لا ترى في التغيير الحاصل سياسيا الا تغيير وجوه بأخرى مع المحافظة على ذات التوجه التنموي والاقتصادي على اعتبار ان التوجه السياسي والاقتصادي ما هو إلا املاءات غربية لا غير. وقد شكل حزب التحرير رؤية سياسية جديدة تقوم اساسا على الاستفادة من المد المفهومي للثورات العربية واستغلال الحاضنة الشعبية القائمة على العودة الى الاصل القائم على اعادة تركيز العقيدة الاسلامية وبناء منظومة فكرية قوامها منهاج النبوة وتحكيم الشريعة. ولئن بدت افكار حزب التحرير غريبة على الذات التونسية فان مقومات الثورة تشكل اليوم أنموذجا حيا لاعادة انتاج المد الاسلامي وتكييفه ليبلغ منتهاه مع الدعوة الى الخلافة الراشدة. امر اكده رئيس المكتب السياسي للحزب عبد الرؤوف العامري الذي اعتبر ان بلادنا "تتعرض الى مؤامرة اجنبية تسعي لتابيد فصلها عن العالم الاسلامي ومواصلة منهج العبودية والتبعية للغرب المستعمر" على حد قوله. واضاف العامري ان الحكومات المتعاقبة على البلاد "لا تختلف عن سابقاتها بل انها تتفاخر بارتمائها في احضان الغرب" الذي يرى فيه "مستعمرا جديدا للبلاد مما ادى الى اغراق تونس في ديون كبرى والتفويت في مصالح البلاد للغرب على حساب ابناء الوطن" على حد تعبيره..