ما فتئ الوضع البيئي بولاية منوبة يفرض نفسه على السّاحة ويستأثر بإهتمام السّكان والمسؤولين، فبتعدّد الأسباب والمسبّبات تطوّر الأمر في بعض المعتمديّات وأصبح أكثر إثارة وجلب للتشكيات فقد أضحت المصبّات العشوائيّة وأكوام الفضلات والأتربة تسيطر على المشهد العام في الأحياء والشّوارع ومجاري المياه. وفي هذا الشّأن قام مؤخرا كاتب الدّولة للشؤون الجهويّة والجماعات المحليّة بزيارة إلى الولاية في إطار برنامج متابعة يعنى بنظافة المحيط وسلامة البيئة وقد استهلت الزّيارة بعقد جلسة عمل في مركز الولاية بحضور والي الجهة, المدير العام للجماعات العمومية, الإطارات الجهويّة والمحليّة المعنيّة بالشّأن البيئي ووقع تناول موضوع النّظافة والسّبل الكفيلة لإرسائها وتجاوز العراقيل الحائلة دونها وأكد خلالها كاتب الدولة على ان منظومة النظافة والعناية بالمحيط شهدت إنحلالا يكاد يكون كليا وان المساعي تسير اليوم لتجاوز العوائق وطالب رؤساء البلديات بتحديد برامج وخطط متتالية وعاجلة والوقوف على سير العمل اليومي بأكثر جدية وصرامة كما أشار ان الوزارة تفتح أبوابها للمساعدة وضخ الإعتمادات عند الطلب خاصة فيما يتعلق بأمر الكراءات وتزود بالتجهيزات وقد تدخل بعض المعتمدين خلال الجلسة مطالبين رصد مثل هذه المساعدات للمعتمديات لكونها هي القائمة على شأن النظافة في التجمعات السكنية غير البلدية وعددها كثير، إثر الجلسة تمّ القيام بزيارات ميدانيّة تم خلالها متابعة مستوى سير الأعمال الجارية لجهر وادي قريانة بإتّجاه المركّب الجامعي وعلى مستوى سانية عبد آلله و زيارة حديقة عبد الرّزاق كاراباكا على الطّريق السّريعة "أر– إكس" ثمّ الإطّلاع على أشغال محوّل الدّندان وما يحيط به من تراكمات أتربة أصبحت مصدرا لقلق كبير... ولأنّ دوّار هيشر تعدّ من أكثر المعتمديّات الّتي تشكو وضعا بيئيا متردّيا قام الوفد بزيارة ميدانيّة لهذه المدينة وبالتّحديد للمنطقة الصّناعيّة البطحة ومعاينة الوضع البيئي بشارع خالد بن الوليد وحي النّسيم (وراء المنطقة الحرفيّة) لتشمل في مرحلة أخيرة حي الشّباب. ولئن تمثّل مثل هذه الزّيارات والمتابعات سنّة حميدة أصبحت تعيش على وقعها الولاية منذ ما يقارب السّنتين إلاّ أنّها تبقى غير كافية لتحقيق إنتظارات المتساكنين في مجال النّظافة والعناية بالبيئة طالما أنّ الإشكال يهمّ بالأساس نقص التّجهيزات وتعطّل سير عمليّات رفع الفضلات وعدم وجود حلول نهائيّة لضمان ديمومة فتح المصبّات الكبرى وأهمّها مصبّ سيدي البكري غير أنّ الأمر، وعلى ضوء حقيقة الوضع وما يجدّ من تطوّرات وتحسّن متدرّج، يبدو ممكنا ويدعو إلى تظافر الجهود ومشاركة الجميع من متساكنين ومسؤولين لإدراكه.