تنظم الجمعية التونسية للأمراض الجلدية والزهرية والغرفة الدولية الشابة وجمعية طلبة ومتدربي كلية الطب بسوسة قافلة تحسيسية تنطلق يوم 20 افريل من تونس لتجوب ولايات بنزرت ونابل وسوسة وصفاقس الى غاية 8 سبتمبر المقبل هدفها التعريف بمرض الصدفية واعطاء حصص تحسيسية للمصابين به والأدوية المناسبة له ومحاولة تاطيرهم على الصعيد النفسي. كان هذا موضوع الندوة الصحفية التي عقدتها امس الجمعية التونسية للأمراض الجلدية برئاسة الدكتورة انصاف مختار مختصة في الأمراض الجلدية بحبيب ثامر والدكتور نجيب الدوس رئيس قسم في المستشفى العسكري والدكتورة هالة زريبي مستشفى الرابطة والدكتور المختص في علم النفس معز بن سالم. واشار الدكتور نجيب الدوس ان مرض الصدفية، أو ما يعرف علميا ب''بسوريزيس''، هو مرض يصيب 3 بالمائة من التونسيين ويصيب الرجال والنساء والاطفال من جميع فئات العمر ويؤثر سلبا على نوعية الحياة الاجتماعية والمهنية للمصابين. وقال بان الصدفية عبارة عن مرض جلدي مزمن، يتميز بظهور بقع حمراء تغطيها قشور ذات لون فضي ولها أحجام مختلفة وتظهر غالباً على فروة الرأس والركبتين والمرفقين وأسفل الظهر والكاحل وعلى أظافر اليدين والقدمين والصدر والبطن وظهر الذراعين والساقين وراحتي اليدين وأسفل القدمين، وهي تؤدي إلى حفر في الجلد وتغير اللون وأحيانا إلى تشقق الأظافر ويمكن ان تنتشر في جميع انحاء الجسم مع ظهور أعراض حادة قد تستدعي إقامة المريض بالمستشفى. واضافت الدكتورة إنصاف مختار رئيسة الجمعية ومختصة في الأمراض الجلدية بحبيب ثامر ان هذا المرض وراثي ولا يوجد علاج شاف بشكل تام الا ان الكثير من العلاجات يمكنها التقليل من المرض وتحسين مظهر الجلد مثل مراهم موضعية او أقراص مسكنة، وقالت ان أشعة الشمس والبحر يساعدان على التخلص من بقع الصدفية فمثلا المحطات الاستشفائية بقربص لها تاثير كبير على هذا المرض يمكن ان تساهم حتى في التخلص منه. وفي تدخله قال الدكتور معز بن سالم مختص في علم النفس بان مرض الصدفية لا يقتصر على المعاناة الجسدية للمريض التي تتمثل في تشويه لمنظر الجسم لكن تطول معاناته لتؤثر سلبا على نفسيته خاصة حيال ما يشعر به من نفور الآخرين مما ينجر عن صعوبة في ممارسة حياته اليومية سواء في العلاقات اليومية مع الاصدقاء او في المدرسة او في العمل حيث يجدون عراقيل للالتحاق بشغل بطريقة تشعرهم بالاحتقار ويمكن ان يتعمق الشرخ النفسي اكثر من اللازم فتجعل المصاب منزويا على نفسه ويرتدي ملابس لتخفي كامل الاثار والبقع لهذا الداء. واضاف بانه يوجد مريض على ثلاثة يصابون بانهيار عصبي يمكن ان يؤدي الى الانتحار لصعوبة تقبل المجتمع لهؤلاء المرضى اولصعوبة إقناع المريض بان مرضه مزمن لا يوجد له دواء يشفيه تماما من المرض غير ادوية مسكنة. من جهة اخرى انتقد احد الاطباء الموجودين عدم تبني "الكنام" لهذا المرض واعتباره كبقية الامراض المزمنة الاخرى مثل مرض السكري وضغط الدم، وأكد على ضرورة تعامل صندوق التأمين على المرض مع هذا المرض كغيره من الأمراض المزمنة الاخرى وضرورة تكفل الصندوق باسترجاع المصاريف لهؤلاء المصابين خاصة وان الادوية تكلفهم الكثير من الاموال. وختم الدكتور الدوس بأهمية دور الإعلام في هذه الحملة التحسيسية خاصة وان أهداف هذه المبادرة الطبية هو التشخيص المبكر للمرض واخذ العلاج المناسب له خاصة وانه يتشابه مع عديد الأمراض الجلدية، فمريض الصدفية حسب قوله "هو مريض التقت عليه"لعنة السماء" لعدم وجود دواء فعال وشاف له "ولعنة الأرض" لصعوبة اندماجه في المجتمع ونفور الآخرين منه.