أعلنت كل من الجمعية التونسية للأمراض الجلدية والزهرية والغرفة الدولية الشابة وجمعية طلبة ومتدربي كلية الطب بسوسة خلال ندوة صحفية عقدت صباح اليوم عن تنظيم قافلة صحيّة تحسيسية حول مرض الصدفية ستنطلق يوم 20 أفريل الجاري باتجاه كل من تونس وبنزرت وسوسة وصفاقس، للتعريف بمرض "الصدفية" أو " الجذام" ما هو متعارف عليه بالعامية ب"الصفراء الشائحة" والكشف المبكر عنه. وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور نجيب دوس رئيس قسم الأمراض الجلدية بالمستشفى العسكري بتونس أنّ الأهم من ذلك تصحيح العديد من المعلومات الخاطئة عن هذا المرض وطرق التعامل معه أو التخفيف من حدة الإصابة به، وتحسيس الأطباء بجميع اختصاصاتهم بوجود هذا المرض وتشابهه مع عدة أمراض أخرى. وأضاف الدكتور أن نسبة الإصابة بهذا المرض في المجتمع التونسي، تقدر ب3 في المائة، وأن الأخطر من تفشي هذا المرض هو السلوكيات الخاطئة في التعامل مع المصابين به مثل النبذ والخوف منهم وتجنبهم نتيجة المعلومات الخاطئة عنه وهو ما يؤدي إلى حالات اكتئاب يعاني منها أغلب المصابين بهذا المرض تجعل البعض منهم يفكر أحيانا في الانتحار لأن الشكل الخارجي الذي يظهر عليه المظهر على جلدة المصاب من قشور واحمرار في الجلد قد يشمل الوجه والشعر وكامل الجسم يجعل الكثيرين يتخيلون أنه من الأمراض المعدية لذلك يعمدون إلى سلوكيات خاطئة معهم تعود بالنتيجة سلبا على نفسية المرضى. وقد حاول الأطباء خلال هذه الندوة تقديم نبذة عن هذا المرض وما ينجم عنه من مشاكل نفسية واجتماعية تزيد من تعكر حالة المرضى الصحية من خلال مداخلات هامة لكل من الدكتور هالة الزريبي أستاذة مساعدة مختصة في الأمراض الجلدية في مستشفى الرابطة والدكتور النفساني زياد الشوباني، والدكتورة انصاف مختار رئيس الجمعية التونسية للأمراض الجلدية والامراض السارية والاستاذ نجيب دوس رئيس قسم الامراض الجلدية بالمستشفى العسكري بتونس. وتم خلال الندوة عرض شريط تحسيسي يبين الآثار السلبية للتعامل الخاطئ مع مرضى الصدفية والتي تؤدي إلى نبذهم في المجتمع وفقا لمعلومات خاطئة وغير دقيقة، حيث تضمن الشريط الذي صور في أوروبا شهادات مختلفة للمرضى وللعامة الذين تحدثوا أيضا عن تصورهم لهذا المرض. ومن جهته، أكد الطبيب النفسي زياد شوباني أن بعض الدراسات أكدت أن التعايش مع مرض السرطان احيانا اسهل بكثير من التعايش مع مرض الصدفية لأنه مرض مخفي، اما الصدفية فتظهر على المظهر الخارجي للإنسان في جلدة وجهه ورأسه وفي اي مكان من جسمه وهو ما يشكل عنده مشاكل في التواصل مع الاخر الذي عادة ما ينبذه. ومشاكل نفسية اخرى تتعلق بالنرجسية او علاقته مع نفسه اذ تفرز عنده شعور بالدونية والنقص وعدم الثقة بالنفس والتي قد تؤدي به في نهاية المطاف إلى الاكتئاب. وبينت الدكتورة انصاف مختار أن هذا المرض وان كان ليس له دواء يؤدي الى الشفاء منه كليا فإن هناك عدة وسائل قد تساعد في التخفيف من حدته مثل العلاج بالمياه الطبيعية في المحطات الاستشفائية أو التعرض إلى أشعة الشمس.