تونس-الصباح أحيت تونس أمس عيد الشباب وتستعد هذه الأيام لتنظيم حوار شامل مع الشباب وسيكون برنامج هذا الحوار محور ندوة صحفية يعقدها السيد الصادق شعبان رئيس اللجنة الوطنية للحوار مع الشباب صباح اليوم لتوضيح أهداف الحوار وتنظيمه وأجندته.. وبهذه المناسبة استمعت «الصباح» إلى مشاغل ثلة من شباب أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة.. وسألتهم عن إنتظاراتهم من هذا الحوار فكان هذا النقل..
إذن في نهج الخلوة الكائن بأحد أزقة باب الجديد كان اللقاء مع عدد غفير من الشبان الذين تجمعوا حول آلة «بيار» وضعوها وسط الشارع ليتداولوا على اللعب بها.. وقال أحدهم أنها وسيلة الترفيه الوحيدة لديهم وأنهم يقضون طيلة الوقت هناك.. يقول رمزي البالغ من العمر 18 سنة «ليس لنا من متنفس آخر فاللعب بهذه الآلة رخيص الثمن لذلك نتجمع هنا.. ولكننا نطمح إلى أن يكون لنا ناد شبابي في حينا نجد فيه جميع وسائل الترفيه خاصة في العطل.. فهذا أفضل بكثير من اللعب في الشارع» وأضاف «أنظري إلى هؤلاء الشبان والأطفال من حولك.. إنهم يقضون طيلة اليوم في الشارع.. فكيف سيكون عليه سلوكهم.. فالشارع أصبح مكانا يشكل خطورة على الشباب.. فهو منطلق الانحراف والسلوك الاجرامي الذي انتشر في الأحياء الشعبية». وذكر رمزي أنه مثل جميع الشبان يحلم بأن تكون ظروف العيش في الأحياء الشعبية أفضل مما هو عليه الحال الآن ويطمح إلى أن تؤدي مسالك التعليم إلى النجاة من حالة الفقر التي يعيشون فيها.. واستدرك قائلا «لكنني حينما أرى ابن جاري خريج الجامعة قابع تحت الحائط بسبب البطالة فإن حلم النجاة هذا يبدو لي صعب المنال وهو ما يجعلني غير مقتنع تمام الاقتناع بجدوى التردد على المعهد». ويقول وليد إنه يعاني من الإحباط.. وهو يعتقد أن هذه الحالة يعيشها أيضا جل أصدقائه في الحي.. فالبطالة تنغص عليهم وعلى عائلاتهم العيش.. وبين أن الانحراف يهدد شباب الأحياء الشعبية لأنه غير مؤطر ولأنه لا يجد من يستمع إليه ولا يسمع غير الكلام البذيء في الشارع. وقال «يتمثل الحل الوحيد لكل هذه المشاكل في القضاء على البطالة وتوفير مواطن الشغل للشباب العاطلين عن عمل». مخاطر يذهب محمد أمين إلى وجود عديد المخاطر المحدقة بالشباب في حيه على غرار التدخين والانحراف.. وبين أن غياب النوادي الشبابية في الأحياء الشعبية يجعل الشبان يلتقون في الشارع وهناك لا توجد رقابة ولا قيود ويمكن أن يختلطوا بمنحرفين فيتأثرون بهم. وبين وليد أنه مثل بقية شباب حيه يحسون بعدم جدواهم وهذا الاحساس يؤلمهم فعلا لكنهم لا يعرفون ماذا يفعلون. فالدراسة على حد تعبيره لم تعد مجدية وحتى وإن تفوق الشاب وتحصل على الشهادات الجامعية فإن مآله لن يكون أفضل من مآل أبناء نفس الحي الذين سهروا الليالي يدرسون ولكنهم الآن عاطلون عن العمل ويحصلون على مصروفهم من أمهاتهم وأخواتهم. ويقول وليد إن هذا الوضع يجعل الشاب يفكر في «الحرقان» إلى بلدان أخرى تتوفر فيها فرص الشغل ويودعون آفة الفقر. ويذهب سليم البالغ من العمر 16 سنة وهو تلميذ بالمدرسة العلوية أنه فكر طويلا في المستقبل فتوصل إلى عدة فرضيات أولها أنها ينكب على الدراسة ويسعى وراء النجاح فيها والامتياز.. ولكنه يخشى أن يبقى عاطلا عن العمل.. والثاني أن ينقطع عن الدراسة ويلتحق بمركز تكوين مهني ويتقن حرفة وقد يكون ذلك أفضل بكثير له.. وأضاف الشاب أن البطالة تجعل الفرد ينحرف ويلتجئ للسرقة والسطو على متاع الغير بالغصب والاحتيال ودعا إلى تحسين أوضاع الشباب وخاصة القاطنين منهم بالأحياء الشعبية. ويقول سفيان البالغ من العمر 19 سنة إنه يعتقد أن التكوين المهني أفضل من مسالك التعليم العادية.. ومن جهته يقول رضا وهو كهل يحض باحترام شباب باب الجديد إنه يأمل في أن تتحسن ظروف شباب الأحياء الشعبية وفي أن يتمتعوا بعدد أكبر من مواطن الشغل لأن البطالة على حد قوله تنخرهم من الداخل وتشكل خطرا على مستقبلهم.