تعتبر"قمريان" من أخصب المناطق المحيطة بمدينة طبربة وأنشطها على مستوى الإنتاجية الفلاحية لكنها ورغم ملاصقتها للمنطقة الحضارية تبقى محرومة من أبرز المرافق فقد أثر عليها طابعها الفلاحي الذي تتميز به وجعلها خارج الاهتمامات والاعتبارات التنموية، فلا التوسع العمراني الذي شهدته ولا إرتفاع عدد سكانها وما تعلق بهم من أنشطة كان دافعا للاهتمام بها وإدراجها ضمن المناطق ذات الأولوية التنموية في الجهة. "الصباح" كان لها لقاء مع بعض متساكني هذه المنطقة الذين عبروا عن استيائهم وامتعاضهم من التهميش الذي يعيشونه فأحياء البرق، الروابي بوسبعة، حي المدرسة وغيرها أضحت تعدو من الأحياء الأهلة المكتظة بالمنازل والدكاكين ما يستوجب تجهيزها وإحاطتها بالعناية فجلها يشكو امتداد المسالك البدائية الوعرة وغياب التنوير العمومي ويبقى إشكال تصريف المياه المستعملة والفضلات من أبرز المعضلات التي تؤرق هؤلاء السكان فأكوام الفضلات في كل مكان لا حل لرفعها سوى حرقها أو التخلص منها في مياه القنال العابرة للمنطقة وهو ما أثر سلبا على نوعية مياه الري المستعملة إضافة إلى مخاطر تلوث الهواء.. عدد من العاملات تدخلن وطالبن بحدة بحق أهالي"قمريان" في مركز للرعاية الصحية، الطرق المعبدة، التنوير وحطات نقل محمية بل وذهبن إلى المطالبة بإحداث نقطة أمنية لتفقد الأحياء خاصة في مثل هذه الظروف المضطربة التي نعيشها، أمر اتفق عليه الجميع وهو إلزامية مراجعة الممرات العابرة للقنال وتعهدها بالتحسين والصيانة فرداءتها وسوء إنجازها سبب تعرض الكثيرين للخطر والغرق. وأمام كل هذه النقائص اتصلت "الصباح" بمعتمد طبربة الذي عبر عن تفهمه لكل ما وقع ذكره وأرجع ذلك إلى أن"قمريان" تعد من المناطق غير البلدية والتي لم ترق إلى تركيز مجلس قروي بها لعدم توفر الشروط القانونية مما جعلها تشهد تغطية محتشمة على الكثير من الأصعدة لكنه أشار إلى أن المنطقة استفادت من تعبيد الطريق الرئيسية سيدي عثمان- طبربة، وبشر الأهالي بإتمام تعبيد العديد من المسالك الفلاحية مع موفى سنة 2013 وأهمها مسلك قمريان – بئر الزيتون النشيط. وقد رفعت في شأن مسالك أخرى عدة طلبات للمجلس الجهوي ولكنه لم تقع برمجتها في المشاريع التنموية لسنة 2013 على أمل أن ترى النور سنة 2014، وفي خصوص إشكال رفع الفضلات فانه سيتم التنسيق مع بلدية طبربة للتخفيف من وطأته كما التدخل لدى شركة النقل لتركيز محطة في إطار ما يسمى بجرد الطلبات وأيضا إشعار المصالح الفلاحية بضرورة مراجعة تهيئة الممرات على القنال.. وعلى ضوء هذه المعطيات يبدو أن معاناة سكان "قمريان" ستتواصل طالما أن النقائص كثيرة وسبل تلافيها مرتبطة بتدخل أكثر من جهة بما يستدعي وقتا إضافيا لطرحها وتناولها.