في ثاني تحرك احتجاجي خلال هذا الشهر نفذ أعضاء الأسرة التربوية بمدارس المزونة أمس إضرابا كامل اليوم وذلك احتجاجا على أوضاعهم الصعبة جراء غياب الماء الصالح للشرب بمؤسساتهم بسبب الخلاف القائم بين رئيس الجمعية المائية والشركة التونسية للكهرباء والغاز حول تسديد مستحقات الشركة المالية. وفي برقية وجهتها إلى وزير التربية عبرت النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بسيدي بوزيد عن مساندتها المطلقة واللامشروطة لكل المعلمين والمعلمات الذين أضربوا احتجاجا على ظروف العمل غير اللائقة في مدارس مهمشة ينعدم فيها الماء ولا تتوفر فيها أبسط أسباب الحياة كما استنكرت وبشدة انعدام الحلول وتأبيد الوضع المزمن أصلا لذلك دعت السلط المعنية الإسراع في تزويد المدارس الابتدائية لمعتمديتي المزونة وبئر الحفي وغيرهما بالماء الصالح للشراب في أقرب وقت ممكن وحملت نقابة السلك والي الجهة في تجاهل مشاكل المدرسة ومنتسبيها وممثليهم النقابيين المسؤولية كاملة فيما قد ينجر عن هذا السلوك غير المسؤول من تداعيات خطيرة قد تزيد في تأزم المناخين التربوي والاجتماعي بالجهة وأكدت استعدادها التام للدفاع عن كرامة المعلم ومصلحة المتعلم بكل الطرق النضالية المشروعة. وللإشارة فإن منطقة المزونة الواقعة جنوب ولاية سيدي بوزيد تشكو من الجفاف وبالتالي من ضعف وحتى من انعدام النشاط الفلاحي أحيانا ولم يبق منه إلا البعلي فقد أصبحت قضية إيجاد الآبار العميقة حسب المتساكنين مسألة حياتية لا بد من تعاون كل الأطراف لإيجاد الإطار الأسلم لمعالجتها ولإنجازها واعتبارها مسألة استراتيجية تلعب فيها الدولة دورا محوريا سواء مباشرة عن طريق الاستثمار العمومي أو عن طرق التأطير وآليات التشجيع حتى لا تهدر ثروات المنطقة ولا تفرغ من متساكنيها بحثا عن ظروف عيش أفضل.