صرح وزير الثقافة مهدي مبروك خلال الندوة الصحفية التي عقدها صباح أمس بالموقع الأثري بأوذنة من ولاية بن عروس بمناسبة احتفالات بلادنا بالدورة الثانية والعشرين لشهر التراث من 18 أفريل الجاري إلى 18 ماي القادم بأن هذه التظاهرة ستقام تحت شعار "التراث اللامادي رموز وذاكرة".. وبين وزير الثقافة أن لهذا الخيار أكثر من دلالة ورسالة أولها أن هذه الاحتفالات تأتي بعد سلسلة من الاعتداءات على جزء من تراثنا وهو الأضرحة والزوايا والمقامات قائلا:" نحن نتحمل مسؤولياتنا تجاه هذه المعالم التراثية ونسعى لحمايتها والحفاظ عليها وقد قمنا في هذا الاطار بجرد لكامل الأضرحة والقائمين عليها في كامل تراب الجمهورية بهدف مراقبتها وحمايتها." وأضاف مهدي مبروك في هذا الشأن أن تونس لم تسجل في قائمة التراث الانساني اللامادي وبالتالي هذا تقصير من قبل وزارة الثقافة وعلينا الانتباه لهذا التدارك التاريخي وفي إجابة عن سؤال "الصباح" حول مظاهر هذا التقصير والمقصود به تحديدا، أوضح مهدي مبروك أنه لن يرجع المسألة لأسباب سياسية أو سلبيات النظام السابق بقدر ماهو تقصير من طرف وزارة الثقافة التي لم يعد لها أي حجة بعد الثورة لتدارك هذا التقصير مشيرا إلى أن عددا من الدول العربية والاسلامية التي سبقتنا في هذا المجال حيث سجلت المغرب "الكسكسي" في التراث الانساني اللامادي ونسجت على منوالها تركيا من خلال شخصية جحا. وكشف وزير الثقافة في هذا السياق، أن تونس زاخرة بمظاهر التراث اللامادي وأن الوزارة تلتزم بتقديم ملفات مستوفاة للشروط التقنية والعلمية عن معالمنا ومظاهرنا التراثية حتى نسجل في الدورة القادمة. ولفت الانتباه إلى أنه لايتحدث عن انجازات وزارة الثقافة في عهده على أنها مكاسب تحقق لأول مرة قائلا:"لا أدعي أن أفتح في قارة ولا أعتمد خطابات لأول مرة ما يهمنا حقا هو الاهتمام بالجانب التقني والفني لمعالمنا وتراثنا أكثر من اهتمامنا بالجانب الكرنفالي". وعن اختياره لعقد لقائه بالاعلاميين في مدينة أوذنة بمناسبة شهر التراث، قال وزير الثقافة:" أردنا أن نكون شهود عيان على تقصير بلادنا تجاه هذا الموقع (لا تتوفر فيه أبسط الضروريات كالمياه والكهرباء) وهذا شيء مخجل خاصة وأن لهذا الموقع افاقا واعدة في جذب السياحة الثقافية وقال أن هناك تفكير في انجاز مهرجان فني في هذا الفضاء الأثري على غرار قرطاج خاصة مع تعدد الفنون كالراب والهيب هوب والرقص وموسيقات العالم وغيرها." وأعلن الوزير بالمناسبة أن ميزانية 2014 الخاصة بوزارة الثقافة ستخصص جزء منها لدعم موقع أوذنة الذي كان مطمورا لولا جهود المعهد الوطني للتراث. التراث التونسي وأهميته في بلادنا وثقافتنا وكيفية حمايته واستثماره سياحيا أخذ حيزاكبيرا في مداخلة وزير الثقافة والاعلاميين والخبراء الحاضرين في الندوة الصحفية الخاصة بشهر التراث.. مسألة سنعود إليها بتفاصيل أكثر وأعمق في ورقتنا القادمة.