على خلفية ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية الخانقة التي تدهورت فيها المقدرة الشرائية واستشرت فيها البطالة بشكل تصاعدي ملفت للانتباه خاصة بعد أن خيبت الحكومة المؤقتة آمال المفقرين والمهمشين من أبناء الجهة في حل مشاكلهم وتحسين أوضاعهم المعيشية فتلاشت بذلك انتظاراتهم في التنمية والتشغيل نظم صباح أمس الخميس عدد هام من المعطلين عن العمل بجهة المكناسي مسيرة احتجاجية جابت أهم شوارع وأحياء المدينة رفع خلالها المشاركون من مختلف فعاليات المجتمع المدني شعارات ولافتات تمحورت مضامينها بالخصوص حول مراجعة منوال التنمية المعتمد الذي أدى وفق قولهم إلى اختلال عملية التوازن بين الجهات وأفقد الداخلية منها مقومات التنمية الذاتية سواء من حيث القدرة على جلب الاستثمار أو من حيث تأمين مرافق العيش الأساسية لمتساكنيها مما يستوجب تشريك القطاع الخاص في البناء الاقتصادي بما يجعل منه عاملا متمما للقطاع العام وتسوية الوضعية العقارية للأراضي الاشتراكية ومد المتصرفين فيها بشهائد ملكية والتصدي لظاهرة البطالة والعمل على تقليصها إلى أدنى المستويات والاهتمام بذوي الاحتياجات الخصوصية وكل من طالته يد التهميش بعيدا عن معاني الشفقة والمزايدة بملفاتهم سياسويا وذلك بإحداث صناعات ذات طاقة تشغيلية عالية ومنظومة صحية وتعليمية تمثل القاطرة المندمجة لدفع جهود التنمية بالمنطقة وشبكة مؤسسات بنكية وإدارة تشجع على الاستثمار. كما دعا المتظاهرون إلى إعادة الاعتبار إلى الكفاءة والابتعاد عن المحسوبية والولاءات الحزبية الضيقة بالإضافة إلى تعبيد المسالك الفلاحية حتى لا تبقى الطرقات نقطة سوداء بالجهة وتطوير شبكة الاتصالات ومزيد العناية بالقرى والأرياف من ناحية التنوير والماء وتهذيب الأحياء الشعبية فضلا عن بعض المطالب ذات الصلة بتجاوز مختلف العراقيل التي يتعرض لها المستثمر أو المواطن بصفة عامة بتركيز إدارات محلية بدل التبعية للولايات المجاورة في عدة مجالات منها القضاء والنقل والصحة والبنوك وحصر دور الأجهزة الأمنية في ضبط الأمن العام بما لا يمس من الحقوق الأساسية أو يقيد الحريات. قطع الطريق.. أكد المعطلون أنهم سيواصلون الانخراط في سلسلة من التحركات الاحتجاجية التصاعدية بما فيها الاضراب العام إلى حين تحقيق مطالبهم المشروعة لا سيما وأن الحكومة على دراية تامة بكل ما تحتاجه جهة المكناسي من منوال تنموي بسيط وغير مكلف على ميزانية الدولة التي أرهقت صانعي الثورة بأرقام خيالية لا يصدقها العقل على حد تعبيرهم كما حملوا الطبقة المسيسة في ما وصلت إليه معتمدية المكناسي من بؤس بعد أن انساقت وراء الإيديولوجيات والمركزيات الحزبية في وقت يقتضي الالتفاف حول مصالح الجهة والدفاع عنها بكل الوسائل المتاحة. إلى ذلك علمت "الصباح" من مصادر نقابية أن مجموعة من شبان قرية النصر جلهم من التلاميذ قاموا صباح أمس بقطع الطريق الوطنية رقم 14 الرابطة بين قفصة وصفاقس مما تسبب في تعطل سير حركة المرور لبضع ساعات. عبد الجليل الجلالي- منجد الجفالي