سؤال موحد يطرح اليوم بإلحاح ومؤداه هل ينتصر المجلس الوطني التأسيسي لصوت الشعب؟ خاصة بعد المشاركة الفاعلة وغير المسبوقة في انجاز موعد الاستحقاق التاريخي الذي مثل مؤشرا مهما لآفاق التحوّل الديمقراطي. "الصباح" رصدت انتظارات و تطلعات أهالي ولاية سيدي بوزيد التي مثلت أرضها الشرارة الاولى لثورة الكرامة والحرية.
محمد لعماري (محام): استقلال القضاء
دستور يؤسس لدولة الديمقراطية والمواطنة والحداثة تقوم على أسس متينة أهمها سيادة الشعب والمحافظة على هوية البلاد وثوابتها والتأكيد على الحريات العامة والفردية فضلا عن وضع نظام للحكم يمزج بين البرلماني والرئاسي تكون فيه صلاحيات رئيس الدولة محدّدة ومضبوطة والحكومة الوطنية مسؤولة أمام البرلمان وتصرّفها تحت رقابته ونريد أن ينصّ الدستور كذلك على الفصل بين السلطات والتوازن فيما بينها واستقلال القضاء بهيئاته ومجالسه وترفع وصاية السلطة التنفيذية عنه وإحداث مجلس دستوري لمراقبة دستورية القوانين.
منذر شعيبي (فنّان): القطع مع فكرة رزق «البيليك»
إيجاد مجالس تنمية منتخبة في كلّ ولاية تعدّ وتسهر على تنفيذ مشاريع التنمية وتهتم بالاقتصاد بمنع سوء التصرف والقضاء على المركزية والروتين الذي كلّف الشعب وقتا وجهدا وعرقا وأموالا أنفقت بلا رقيب ولا يزال الجدار الأمامي لمقر ولاية سيدي بوزيد شاهدا على ذلك فهل يعقل أن تكون وزارة التجهيز هي التي توافق على مشاريع الإعمار كالطرقات مثلا وهي التي تراقب تلك المشاريع فيحدث التواطؤ وغضّ البصر عن التجاوزات وكيف لطريق عمره الافتراضي 50 عاما تظهر حفره قبل انجازه وعلى هذا الأساس يجب القطع مع فكرة"رزق البيليك".
رياض الماكني (موظف): التنمية العادلة
لقد أدّى التمشي التنموي المعتمد في تونس إلى اختلال عملية التوازن بين الجهات الذي أضرّ بالداخلية منها وأفقدها مقومات التنمية الذاتية سواء من حيث القدرة على جلب الاستثمار أو من حيث توفير مواطن الشغل لمتساكنيها وتأمين مرافق العيش الأساسية مما يقتضي تفعيل تدخل الدولة لتقوم بدورها تجاه المناطق الأقل حظا وذلك بإدماجها في منظومة تنموية متكاملة تكون ثروة في خدمة التنمية وليست عبئا اجتماعيا يعيقها.
اسمهان سعيد (معطلة عن العمل): معالجة ظاهرة البطالة
لا يمكن الحديث عن تنمية شاملة بسيدي بوزيد دون تشريك القطاع الخاص في البناء الإقتصادي بما يجعل منه عاملا تنمويا حقيقيا مكملا للقطاع العام وتسوية الوضعية العقارية للأراضي الاشتراكية ومدّ المتصرفين فيها بشهائد ملكية تخول لهم التصرف فيها مع تصفية وضعيات الأراضي الدولية وإرجاعها لمالكيها الأصليين ومدهم بشهائد ملكية في الغرض علاوة على التصدي لظاهرة البطالة والعمل على تقليصها إلى أدنى المستويات والاهتمام الخاص بذوي الاحتياجات الخصوصية والأيتام والأرامل وكلّ من طالته يد التهميش بعيدا عن معاني الشفقة والمزايدة بملفاتهم سياسويا خاصة أن ثورة 17 ديسمبر 2010 رفعت منذ اليوم الأول شعار"التشغيل استحقاق يا عصابة السراق".
اقتراحات
كما تمحورت بقية الآراء حول تعميم استعمال اللغة العربية في كلّ مجالات التعليم ومراحله والنهوض بالثقافة الوطنية وتشجيع الخلق الأدبي والفني والبحث العلمي وجعله في خدمة قضايا الشعب والوطن وصيانة مكاسب المرأة وحرياتها الشخصية في الدستور الجديد فضلا عن بعض المسائل المتصلة بضمان ضروريات العيش الكريم من غذاء وصحة وتعليم وسكن مجاني لمحدودي الدخل والمعطلين عن العمل وحق كل موظف في الارتقاء في السلم الوظيفي دون قيود عبر التكوين والتناظر والتنصيص على حصر دور الأجهزة الأمنية في خدمة المواطن وفي ضبط الأمن العام بما لا يمسّ من الحقوق الأساسية أو يقيّد الحرّيات والتأكيد على دور الجيش في حماية أمن البلاد وتفعيل دوره الإنتاجي.