ما عاشته البطولة الوطنية لكرة القدم... في السنوات الاخيرة ولا سيما هذا الموسم... يعجز عن وصفه اللسان والقلم... مهازل وغرائب وهزات بالجملة عمقت جراح كرتنا اليوم... وتركتها تعاني من امراض مزمنة وكثيرة من الالم... ودمرت كم من هدف وحلم في ظل تراجع الجهود والمساعي والهمم... فخلال الجولة الاخيرة من المرحلة الاولى، طفت على الساحة احداث كثيرة زادت في حالة الغبن والهم... ولاول مرة في الاعم... ينهزم فريق من الدرجة الاولى بالغياب في مباراة هي الاهم... مما صعق له حتى من به صمم... ليصبح في السلبية واللامبالاة علما... وما كان مستبعدا حصل وتم... اذ احتلت ثلاث فرق من المجموعة أ على السلم... وان ضمن الترجي النجاة وارتاح من القلق والغم... فان تعادله مع المرسى، اجبر الرابطة بدائيا على اصدار القرار والحكم... الذي انقذ الافريقي واسقط البنزرتي في اليم... وزرع في قلوب انصاره الحسرة والنقمة... فاشتعلت مدينة الجلاء والهدوء والكرم... واحترق ما فيها من النعم... وهكذا، فقد تسببت الضبابية وغياب العقل والحكم... في حصول كارثة وتأجيج الفتنة والحمم... ومن الطاف الله، ان سارع رجال الامن الى التصدي لاعمال الشغب بقوة وحزم... وجنب المدينة سقوط ضحايا ونجاها من حمام دم... كل هذا حصل لان سلطات الاشراف تأخرت خلال هذا الموسم الاستثنائي في توضيح هذا الموقف المبهم... قضية ولا شك، غذتها تأويلات شتى وسوء فهم... وستسغرق مدة طويلة بين المحاكم... مهما كانت وجاهة ومهارة الحكم... ان سياسة النعامة التي تسلكها كالعادة جامعة كرة القدم... ووقوفها على الشرفات والقمم... كلما حصل اشكال او تهم... بدعوى رفضها التدخل في شؤون الرابطة او غيرها من عدم... لن ينحني منه في نهاية الامر... الا المزيد من الندم... فمتى وكيف ستلقى مثل هذه القضايا الشائكة الحل والحسم؟... هذا هو السؤال المطروح والاهم... الذي يغني عن كل قول وكلم...