ليلة 25 أفريل الجاري سيكون العرض الأول لمسرحية "الرهيب ابن الأغلب" إخراج وتصور وإعداد منير العرقي وإنتاج المسرح الوطني.. هذا العمل الذي يغوص في عمق فترة زمنية مهمة ومؤثرة في تاريخ بلادنا وهي مرحلة حكم الأغالبة يعكس الكثير من راهننا التونسي خاصة حين يكون الورع والدين قناعا لأطماع الساسة.. تنطلق حكاية "الرهيب" ليلة وفاة أمير افريقية أبو الغرانيق حين يناشد نخبة القيروان وسادتها والي افريقية إبراهيم الثاني أن يخلف أخاه في الحكم غير أن هذا الأخير يرفض بتعلة أن ولاية العهد من حق ابن الراحل ومع تمسك أعيان عاصمة الاغالبة به يقرر الانصياع لرأيهم وحكم البلاد.. وهو في الرابعة والعشرين فقط من العمر فيسفك الدماء مع بداية فجر أول أيام حكمه ويأخذه بطش الملك بعيدا حتى يصاب بالجنون وتندلع ثورة الدراهم والجياع ويتوسع الخطر الشيعي لتكون نهاية "الرهيب ابن الأغلب"عن رواية عبد القادر اللطيفي(ابن الأغلب الأمير الرهيب) ودراموتورجيا الدكتور حمدي الحمايدي. "الصباح"، التقت مخرج العمل المسرحي منير العرقي، الذي اعتبر هذا الإنتاج نقلة مهمة في مسيرته المسرحية وتجربة تفتح أمامه أبواب إبداعية جديدة خاصة وأنه عرف أكثر بتقديم أعمال الوان مان شو أو المسرحيات المتكونة من ثلاثي تمثيلي فحسب على الركح وأضاف منير العرقي في هذا السياق أنه رغم تعامله مع المساحات الكبرى والعدد الضخم في أعماله الفرجوية على غرار عرض "ريحة البلاد "تكريما للجموسي الذي افتتح مهرجان قرطاج الدولي سنة 2002 أو في اختتام المهرجان سنة 2005 برقصة الكمنجة في تكريم رضا القلعي إلا أن مسرحية "الرهيب ابن الأغلب" تجربة مغايرة تماما لما سبق وأن قدمه إذ أسست على بحث معمق في التاريخ سيبرز في أحداث العمل المتكون من 12 مشهدا وفي ديكور وملابس الممثلين والأجواء المحيطة بهم والتي تعود لعهد الأغالبة في تونس. ولاحظ محدثنا أن اعتلاء إبراهيم ابن الأغلب العرش يعد أول انقلاب أبيض في تاريخ الدولة الأغلبية كما أن لحظة انتقال الحكم من فئة إلى أخرى بحجة الدين (إذ عرف إبراهيم بن الأغلب بتقواه) وحمام الدم كان من أسباب سقوط الدولة الأغلبية. من جهة أخرى نوه منير العرقي بظروف إنتاج المسرح الوطني لعمله "الرهيب" واعتبر المشاريع والبرامج التي يشرف عليها هذا الهيكل المسرحي في صالح كل الفاعلين في قطاع الفن الرابع آملا أن يكون المسرح الوطني بعد الثورة فضاء لاحتضان الطاقات الفنية الشابة بكل توجهاتها الفنية الكلاسيكية والتجريبية وغيرها. وعن خياراته التقنية والفنية شدد محدثنا على أن حضور ممثلي المسرح الوطني في أدوار بطولة "الرهيب ابن الأغلب" وهو عنوان مؤقت للعمل في مكانه ولم تفرض أسماء بشير الغرياني وصلاح مصدق على كاستينغ العمل فيما لفت الانتباه إلى أنه وجد صعوبة في اختيار راقصات شابات يلتزمن ببروفات المسرحية مشيرا إلى التهميش الكبير الذي يعرفه قطاع الرقص في بلادنا. وأفادنا منير العرقي أن مسرحية "الرهيب ابن الأغلب" سيكون لها حضور في عددا هام من المهرجانات الصيفية إلى جانب سلسلة عروضها في قاعة الفن الرابع أيام 25 و26 و27 أفريل الجاري ومن بين هذه التظاهرات الصيفية مهرجان الحمامات الدولي. تجدر الاشارة إلى أن أدوار المسرحية جسدها كل من بشير الغرياني وصلاح مصدق وجمال المداني وحليمة داوود وعبيرالصميدي ومحمد الجريجي وشهاب شبيل ومنصف العجنقي ونادر بلعيد وغيرهم وهي عن سينوغرايفيا لفتحي النخيلي وموسيقي عبد الرحمان العيادي وكوريغرافيا حافظ زليط وملابس آمال الصغير.