سياتيل - الصباح الاسبوعي من اروى الكعلي - لا حديث في وسائل الإعلام الأمريكية إلا عما حدث في بوسطن، البرامج الحوارية تبحث عن أبرز السيناريوهات الممكنة، ولكنّ اللغز لم يحل بعد. وإن كان من الواضح بالنسبة إلى الكثير من المحللين أن من قام بهذه العملية لم يتلق تدريبا ولا يملك تكنولوجيا متطورة نظرا إلى أن القنبلة كانت مصنوعة منزليا إلا أنهم لم يتوصلوا بعد إلى سيناريو منطقي يمكن أن يفسر أهداف هذا التفجير الذي روع مدينة بوستن من ولاية ماساشوستس شمال شرق الولاياتالمتحدة. في أقل من أسبوع تمكنت الشرطة من العثور على المشتبه فيهما، وحسب التحقيقات الأولية يتضح أن المشتبة به الرئيسي في هذه الحادثة روسي يدعى تاميلنار تسارنياييف الذي يبدو أن الاستخبارات الفدرالية قد حققت معه منذ سنتين، تسارنياييف قتل ولكن أخاه يشتبه فيه ايضا اعتقل يوم الجمعة الماضي، وهو الآن في إحدى المستشفيات في بوستن في حالة خطيرة. "لقد أغلقنا فصلا مهما في هذه المأساة" هكذا علق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على عملية اعتقال المشتبه فيه الثاني. الأخوان المشتبه في ارتكابهما للجريمة من أصل روسي ومن المرجح أن يكونا مسلمين ويعيشان بشكل قانوني في الولاياتالمتحدة، وقد رجّحت وسائل الإعلام الأمريكية ديانتهما حسب ما كانا ينشرونه على الشبكات الاجتماعية. عملية القبض على المشتبه فيه جاءت بعد أن تعرض شرطي يوم الأربعاء الماضي لطلقات نارية توفي على إثرها في المستشفى، بعد ذلك تمكنت الشرطة من تحديد مكان المشتبه فيهما عن طريق كاميرات المراقبة وبعد تبادل إطلاق النار أحد الأخوين قتل في حين أصيب الأخ الآخر الذي اعتقل ونقل إلى المستشفى. دسوهكار تسارناييف الأخ الذي نقل إلى المستشفى كان قد كتب على صفحته على "تويتر" حسب ما تشير إليه "سي إن إن" قبيل ساعات من الانفجار" أليس هناك أي حب في المدنية ثم أضاف "على الجميع أن يبقوا آمنين". لم يقدم المشتبه فيه أي تعريف لنفسه على صفحته فقط كتب "السلام عليكم" بحروف لاتينية. وقد علق المشتبه فيه أيضا على «توتير» على صورة لرجل كان سيتقدم لخطبة حبيبة خلال الماراتون فوجدها ميتة، تسارناييف كتب "قصة غير حقيقية" وحسب وسائل الإعلام الأمريكية المعلومات المنشورة على الشبكات الاجتماعية يمكن أن تفيد التحقيق خاصة منها ما كتبه المشتبه فيه في 10 أوت 2012 على صفحته على توتير عندما قال "ماراتون بوسطن ليس مكانا جديا للتدخين" ولم يعرف ماذا يقصد بذلك بالتحديد. كما كان ينشر على صفحته روابط لصفحات إسلامية، وأخرى تؤيد استقلال الشيشان. أجواء الاحتفال التي عمت ولاية ماساشوستس بعد أن شاهدوا عملية الاعتقال لن تنسيهم المأساة التي أحدثها التفجير، القنبلة لم تكن سوى عبارة عن آلة طبخ بالضغط مملوءة بمواد مختلفة أودت بحياة 3 أشخاص وجرحت نحو 200 آخرين وأدخلت الرعب في قلوب سكان بوسطن، الشكوك الأولية كانت متجهة نحو القاعدة إلا أن الطريقة التي استخدمها المفجرون دفعت بالمحققين للتفكير في أن من يقف وراء التفجير قد صنع قنبلته في المنزل. حوادث كثيرة سجلتها الولاياتالمتحدة تتعلق بمحاولة استخدام آلة الطبخ بالضغط لأهداف "إرهابية". ولكن هذه الحالة تعد فريدة فقبيل الماراتون فتشت الشرطة جيدا المكان وأمنت الحضور ولكن يبدو أن المفجرين قد زرعوا القنبلة بعد ذلك ما جعل الحدث مفاجئا للجميع. أهداف المشتبه بهما من هذه العلمية لم تعرف إلى حد اليوم، فالعديد من المحللين يرون أنها عملية محدودة ولكن من المؤكد أن سكان بوسطن لن ينسوا هذه الحادثة الأليمة، سيتذكرون دائما ما يمكن أن تصنعه أدوات الطبخ التي يستخدمونها يوميا ليس لإعداد العشاء فقط بل لصناعة الموت أيضا.