◄ تكريم الشاب أنيس العويني مخترع تقنية جديدة لتحويل طاقة الرياح -"الوضع الطاقي على الصعيدين المحلي والعالمي يشهد تحولات كبيرة وتحديات تواجه بلادنا في هذا الصدد وبات من الضروري التفكير بصفة عاجلة في استشراف المنظومة الطاقية او ما يعرف ب"الانتقال الطاقي".. هذا ابرز ما جاء على لسان الطاهر العريبي الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز خلال اليوم الدراسي بعنوان"تنويع مصادر الطاقة.. التحديات و"الافاق" نظمته الشركة التونسية للكهرباء والغاز أمس بحضور وزير الصناعة والوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون الاقتصادية، وثلة من الرؤساء المديرين العامين السابقين في المؤسسة وخبراء في مجال الطاقة. واعتبر العريبي ان الانتقال الطاقي مسألة حتمية ترتكز على التلازم بين التحكم في استهلاك الطاقة عبر تكثيف برامج النجاعة الطاقية في مختلف الاستهلاكات من جهة وتنويع مصادر الطاقة لانتاج الكهرباء من جهة اخرى موضحا ان ادماج مصادر الطاقة المتجددة من بين المواضيع المطروحة في هذا المجال في ظل انتهاج مقاربة شاملة تطرح جميع الاشكاليات التقنية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية على حد السواء. تنويع مصادر الطاقة وقال العريبي ان الانتقال الطاقي يفرض مراجعة الاطار التشريعي المتعلق بقطاع الكهرباء ودعم تموقع الشركة التونسية للكهرباء والغاز كشركة وطنية عمومية بالاضافة الى دعم شبكات الترابط مع البلدان المجاورة لتأمين التزود بالكهرباء ودعم البحث والتطوير وتشجيع الشراكة مع جامعات التعليم العالي ومراكز البحث في مجالات الطاقة المتجددة. وفي ذات السياق قدم العريبي الوضع الطاقي على المستوى العالمي الذي يتميز-حسب قوله- بالتبعية الكبيرة ازاء مصادر الطاقة غير المتجددة حيث تمثل هذه المصادر حوالي 85% من المزيج الطاقي العالمي بالاضافة الى الارتفاع المتواصل لاسعار المحروقات وعدم استقرارها منذ سنوات. ..تزايد الطلب على الكهرباء اما على المستوى المحلي فقد ذكر العريبي ان قطاع انتاج الكهرباء يتسم بتنامي للطلب اذا بلغ معدل ذروة الطلب خلال 5 سنوات الاخيرة الي6.8 %سنويا موضحا ان الطلب سيتواصل خلال الخمس سنوات القادمة بمعدل6.2 %. وبخصوص تنويع مصادر الطاقة الاولية لانتاج الكهرباء اوضح ان قطاع انتاج الكهرباء يعاني من تبعية ازاء الغاز الطبيعي، مشيرا الى محدودية الموارد الغازية في هذا الاطار باعتبار ان الغاز الطبيعي يمثل الوقود الرئيسي لحوالي 98 % لوسائل انتاج الكهرباء اضافة الى ارتفاع قيمة الدعم وتأثيره في ميزانية العامة للدولة. وأضاف ان مصادر الطاقة المتجددة مرتبطة بالعوامل المناخية وغير ثابتة وبالتالي لا يمكن التعويل عليها بصفة تامة في الوقت الراهن خاصة في اوقات ذروة الطلب موضحا ان ادماج مصادر الطاقة المتجددة غير كفيل لوحده لضمان استمرارية التزويد بالكهرباء على المدى المتوسط والبعيد . وفي نفس السياق بين ر م ع "الستاغ" اهمية ايلاء ادماج محطات حرارية تعمل بالفحم الحجري كوقود رئيسي لانتاج الكهرباء قصد تنويع مصادر الطاقة الاولية لتأمين استمرار التزود بالطاقة والتأثير من تغيرات اسعار المواد البترولية على الكلفة. وأكد رضا السعيدي الوزير لدى الحكومة المكلف بالشؤون الاقتصادية الى جملة التحديات الطاقية التى تواجه مختلف بلدان العالم موضحا ان جلها تسعى الى البحث عن استكشاف والتحكم في الطاقات الجديدة والمتجددة. واشار الى قدرة بلادنا على التحكم في التكنولوجيا الجديدة المتصلة بالطاقة الشمسية او الهوائية وتأمين الاحتياجات داخليا مشددا على أهمية استثمار الطاقات البديلة والمتجددة وتحقيق الامن الطاقي بقدرات ذاتية في ظل الارتفاع المتواصل لاسعار المحروقات وتفاديا لاي طارئ قد يحدث مثلما حصل في السنة الماضية من انقطاعات كهربائية نتيجة للطلب المتزايد على الكهرباء، مؤكدا في نفس الاطار الى ضرورة مراجعة الاطار التشريعي المتعلق بقطاع الكهرباء وايجاد صيغ جديدة من خلال التنويع في مصادر الطاقة لانتاج الكهرباء. تكريم المخترع أنيس العويني على هامش فعاليات اليوم الدراسي تم تكريم عدد من المتقاعدين من الشركة الى جانب تكريم المخترع التونسي أنيس العويني الذي تحصل مؤخرا على جائزة أفضل اختراع في مسابقة دوليّة بالنمسا حول التنمية المستدامة والطاقة، ويتمثل الاختراع في نظام تحويل الطاقة الهوائية إلى طاقة كهربائية. وأكد أنيس العويني في تصريح ل"الصباح" ان جهاز"السافون" يتمثل مهامه في تحويل الرياح الى طاقة كهربائية دون استعمال محرك دوران على عكس ماهو موجود حاليا بالنسبة للتوربينات الهوائية الكلاسيكية. واوضح ان اختراع "السافون" تمكن من الحصول على جائزة أفضل اختراع أمام منافسة من بين 260 اختراعا في مجال الطاقة والتنمية المستدامة من 30 دولة داعيا الى منح الثقة أكثر وتشجيع الكفاءات العلمية في بلادنا.