تم مؤخرا الاتفاق على مشروع تعاون عربي بين كل اعلاميين تونسيين وليبيين في مرحلة أولى في مستوى قطاع الإعلام بأنواعه من خلال بعث أكاديمية مغاربية للإعلام تكون بمثابة همزة وصل وتعاون بين العاملين في القطاع في كل من تونس وليبيا في مرحلة أولى لتشمل بقية البلدان المغاربية والعربية في مرحلة ثانية. كان ذلك إثر الملتقى الإعلامي التونسي الليبي الأول الذي التألم مؤخرا بأحد النزل بجربة. وذلك بمشاركة ثلة من الإعلاميين والأكاديميين من البلدين. وخصص الملتقى لبحث سبل النهوض بهذا القطاع في مختلف مجالاته على نحو يكون آلية وأداة ناجعة في مسار البناء الديمقراطي في بلدان الربيع العربي بشكل عام وتونس وليبيا بشكل خاص على نحو تحقق صاحبة الجلالة هبتها وموقعها الذي من المفروض أن تكون عليه في هذه المرحلة. وكانت المناسبة بمثابة لبنة أولى لمشروع تعاون إقليمي في المجال اختار منظموه أن يكون فضاء لطرح ورقات بحثية وطرح أبرز القضايا والمسائل الشائكة التي يعانيها الاعلاميون والإعلام في البلدين في ظل أول حكومة منبثقة عن انتخابات. كما شكل فرصة التجارب والأفكار بين تجربتي البلدين وذلك من خلال شهادات حية وطرح إشكالي شامل لمواطن الوهن والنقائص والضغوط التي يعيشها القطاع والعاملون فيه في هذه المرحلة مما عطل مسار إصلاحه على النحو المنشود. وقد أجمع المشاركون في هذا الملتقى على أن راهن القطاع في كل من تونس وليبيا حَقيقُ بلفتة عملية من أجل أن يقوم بدوره كسلطة رابعة لاسيما في ظل ما يزخر به البلدان من كفاءات والتي يتوجّب الاستفادة منها بوضعها في المسار والمكان المناسب وفق ضمانات النجاح لا غير. كما أجمع جل المشاركين في محاور الملتقى الذي دار تحت شعار "حرية الإعلام : مستقبل وتحديات" على ضرورة إعادة هيكلة الإعلام بأنواعه المكتوب والسمعي والبصري والالكتروني من خلال وضع الأرضية المساعدة على تحقيق ذلك. كما دعا الاعلاميون إلى ضرورة الإسراع بوضع الآليات القانونية والمادية والهيكلية الكفيلة بإنجاح كل المبادرات العملية الهادفة لتغيير واقع القطاع ووضع الأرضية الملائمة ليكون الاعلام حرا ومستقلا على نحو يكون عنصرا داعما لمشروع الدولة الديمقراطية والمتطورة المنشودة التي ثارت من أجلها شعوب بلدان الربيع العربي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى الاعلامي التونسي الليبي تنظمه منظمة أحرار طرابلس للإغاثة والتنمية في إطار مساعيها لدعم الإعلام الثوري بصفة عامة وذلك اعترافا من المجتمع المدني بالدور الكبير الذي لعبه الإعلام في الثورات العربية عامة وفي تونس وليبيا خاصة. وذلك من أجل أن يحقق هذا القطاع في البلدين أهدافه التي تستجيب لدواعي المرحلة ووفق المناخ الديمقراطي المنشود مثلما أفاد بذلك رئيسها فؤاد التكبالي خلال هذه المناسبة. وعلل اختياره جربة لتكون الفضاء الذي احتضن أنشطة وأعمال المنظمة نظرا لرمزية المكان الذي تأسست به المنظمة وبدأت أولى أنشطتها الاجتماعية والثقافية والانسانية منذ شهر مارس 2011. ملتقى دوري إقليمي من جهة أخرى وعد عزالدين الفالح، منسق الملتقى، بحرص الجهات المنظمة على أن يكون في دورته الثانية عربيا ليكون دوليا في مرحلة ثالثة وذلك للاستئناس بالتجارب العالمية المتطورة في هذا المجال من أجل أن تقوم السلطة الرابعة بدورها في تحقيق المصالحة الوطنية من ناحية وتكون همزة الوصل بين المواطن والسلطة من ناحية أخرى وذلك بدعم المجتمع المدني حتى تساهم كل الحساسيات الثقافية والاجتماعية في عملية الانتقال الديمقراطي واعادة تأسيس الدولة الجديدة، طرفا فاعلا في هذه العملية. واعتبر الفالح أن هذه المبادرة تعد خطوة أولى بين تونس وليبيا ليقينه بسرعة الاستجابة لمطالب أهل القطاع بالاستفادة من الخبرات والكفاءات التي بزخر بها البلدان.