سهر رواد المسرح البلدي ليلة أول أمس مع مجموعة من الفنانين التونسيين والفرنسيين ضمن تظاهرة "لأجل تونس التي نحبها" أو وفق العنونة الفرنسية " Pour la Tunisie qu، on aime". هذه السهرة التي بادر بها "ميشال توبو" بالتعاون مع عدد من الجمعيات والهياكل العمومية المختصة في الساحة تهدف لإعطاء صورة ايجابية وحقيقية عن تونس ما بعد الثورة بما تحمله من تنوع فكري وثقافي واجتماعي كما تعمل هذه المبادرة على دعم قرارات الشعب التونسي وخياراته الديمقراطية وتسعى للمساهمة في تطوير مشاريع هياكل المجتمع المدني من خلال دعمها ودفعها للمحافظة على استمراريتها وتوسيع مساحة القاء والتبادل الحضاري والثقافي. العرض افتتحته لوحة معبّرة جمعت فن الكلمات بالرقص والمسرح وإيقاعات الموسيقى فامتزجت معاني الكلمات مع حركات الراقصين وتفاعل الحاضرون مع هذه اللوحة التي انبثق من بين حركات راقصتها ذات الرداء الاسود لباسا احمر يحمل صورة للعلم التونسي.. صياغة فنية تعبّر عن الموقف الواضح للمنظمين: "تونس تبقى دوما منفتحة ومتفتحة." هذه السهرة التي شاركت فيها مجموعة من نجوم الكوميديا في تونس وفرنسا أبرزهم "غي بيدوز" ولطفي العبدلي الذي كان اللقاء بينهما يحمل الكثير من الاحترام للآخر تخللتها لفتة أبكت بعض الحاضرين وقوبلت بالتصفيق الحار من الحضور الذين رحبوا بابنة بورقيبة (هاجر بورقيبة) وحفيد "بيار مونداس فرنس". من جهته، تحدث المخرج الفرنسي"سارج مواتي" عن علاقته الحميمة بتونس التي ولد بها وعاش طفولته بين أحيائها صحبة والديه وعن الثورة وخيارات الشعب التونسي وعن حرية التعبير وتدعيم حقوق الانسان والحريات. أمّا الفنان الكوميدي الفرنسي والناشط الحقوقي"غي بيدوز" فقد حيّا في كلمته شهداء الثورة وشبابها وعبر بكلماته العميقة عن حس الفكاهة والهزل وقدم فقرة فنية أثبت من خلالها الفنان الفرنسي المولود بالعاصمة الجزائرية أن التلميذ لم يمكن ان يتفوق على المعلم خصوصا في فن الهزل. فرغم أن الجمهور ضحك طويلا وتفاعل مع فقرة لطفي العبدلي ولعبه بالكلمات العربية والفرنسية - التي كان متمكنا من مختلف أداوتها إلا أن معاني ومواقف وطريقة طرح "غي بيدوز" لعمله الهزلي بقيت راسخة أكثر في أذهان أغلب المشاهدين للحفل حتى بعد أن غادروا المسرح البلدي.. على عكس ابن تونس المطالب بالبحث في العمق فيما يقدمه من مادة هزلية لجمهوره خصوصا وأنه على ابواب العالمية كما يصرح في أغلب اطلالته الاعلامية الأخيرة كما أن هذه السهرة ستقدم بنفس فقراتها في 30 جوان بقاعة اولمبيا بباريس. تجدر الاشارة إلى أن سهرة " تونس التي نحبّها" حضرها عدد من الوجوه السياسية من تونس ومن السفراء المعتمدين في بلادنا.