ينتظرأن تشهد واحات الجريد تلقيح أكثرمن 10 ملايين عرجون خلال موسم "الذكار"الذي انطلق مؤخرا ويعتبرهذا الموسم من المراحل الأساسية التي تعرفها الواحات اذ يقول المثل الشعبي الفلاحي: الطلع في مارس و"الذكار" في أفريل خاصة أن عملية التلقيح هي التي تحدّد جودة صابة التمورلذلك يحرص الفلاح بربوع الجريد على توفير حبوب اللقاح اللازمة لضيعته وكذلك اليد العاملة المختصّة للقيام بمثل هذه العملية التي تستند عادة لعملة فلاحين يحذقون تسلق النخيل ولهم معرفة ودراية بكيفية وضع اللقاح وسط الطلع وعادة ما تتكرّرهذه العملية ثانية وحتى ثالثة اذ لم تكن العوامل المناخيّة ملائمة لذلك وقد انطلقت عمليّات التلقيح أوالتذكيركما تعرّف به هذه العملات بالجهة منذ أواخرشهرمارس المنقضي لتتواصل على مدى شهرتقريبا مسجلة نسبا متفاوتة بين الواحات القديمة والواحات الجديدة في حين تؤكد بعض المصادرالفلاحية أن موسم التلقيح كان قد انطلق منذ 15 مارس؛ وقد بادر فلاحوالإحياءات الفلاحية الجديدة التي تشهد عادة بروز "الطلع" بصفة مبتكرة لاسيما بواحات "ابن الشباط" و "مراح لأحوار" و"شمسة" و"النفليات" و"جهيم 2" و"كستيليا" بالشروع في تلقيح العراجين حيث أشارت مصادرنا إلى أن حبوب اللقاح متوفرة سيما بعد دخول الواحات القدسية في عمليّة التلقيح. وحذرالعارفون بشؤون النخلة من غياب المراقبة في كيفيّة فصل عراجين التلقيح من فحول النخيل حتى لا تؤثرعلى نوعية وجودة الحبوب، هذا إلى جانب تفشي ظاهرة بيع الذكار هي عملية غير مسبوقة على اعتبارأن "لذكار" يتوفرعادة ببعض الضعيات التي تنتج نخيلا فحلا يوفرعراجين اللقاح ويمكن للفلاح التزود مجانا من هذه المادة إلا أن ظاهرة البيع تفشت منذ الموسم الفارط بما يجعل المصالح المعنية مطالبة بتوفيرالذكارللفلاحين مجانا حتى يمرّ موسم التلقيح في ظروف عادية سعيا إلى انجاح موسم التمورالقادم وكغيرها من المراحل التي تمرّ بها النخلة فإن الاتقان في عملية التلقيح ضروري لدوره في الحصول على منتوج ذي جودة عالية كما يستدعي انجاح الموسم عدة اجراءات أخرى عملية من أهمها "تحتيم العراجين" وتدليتها والتخفيف من عددها لتهيئتها لعمليات التغليف التي تعدّ هي الأخرى من العمليات الضامنة لمنتوج ذي جودة عالية وقابل للتصدير لاسيما خاليا من كل الآفات وخصوصا من دودة التمرالتي تعتبرمن أخطرالآفات التي تصيب الثمارالقريبة من النضج .