أفاد ناصر المهداوي أن المشروع الثقافي المدني "لنتحرك... حان الوقت" الذي ينظمه النادي الثقافي علي البلهوان يتنزل في إطار مبادرة هذا الهيكل في المشاركة في بناء تونسالجديدة من خلال التركيز على الشباب على اعتبار أن هذه الشريحة العمرية هي المعنية بالتأسيس والتكوين بما يخدم الواقع والمستقبل لشعوب البلدان المشاركة. وبيّن محدثنا، الذي يشغل خطة كاتب عام النادي وهو أحد المشرفين على هذا المشروع أن المشروع يتنزل في إطار البرنامج الأرومتوسطي للشباب ويسجل مشاركة ستة بلدان ثلاثة من الحوض الجنوبي للبحر المتوسط وهي مصر وتونس والمغرب على اعتبار ان هذه البلدان عرفت تغييرا كبيرا خلال السنتين الأخيرتين وثلاثة بلدان من شمال المتوسط وهي كل من اسبانيا وإيطاليا وفرنسا وتحديدا مرسيليا. وعلل اختيار الجهات المنظمة لهذه البلدان بتشابه الوضع خاصة في مستوى الحراك الشبابي والاجتماعي الذي عرفته هذه البلدان وأثر على التركيبة السياسية فيها. وشارك في المشروع الذي تواصل على امتداد عشرة أيام بتونس 30 شابا وشابة بالمركب الرياضي والشبابي ببرج السدرية. وكان اللقاء حسب تأكيده بمثابة فضاء للتحاور وتقريب وجهات النظر حول مسائل تهم شعوب هذه البلدان فكان الاختيار للاشتغال على مسألة المواطنة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى. وهي محطة ثانية في نشاط النادي فقد شهدت السنة الفارطة تنظيم دورة تكوينية ولقاء إقليميا ضم مشاركين من بنفس البلدان المشاركة في لقاء هذه السنة وتمحور موضوعه حول "شباب ضفتين: حلم واحد" وتم الاشتغال خلاله على القيم والمبادئ الإنسانية التي من المفروض أن تكون حلما لكل شباب المنطقة على غرار الكرامة والحرية والمساواة. واعتبر محدثنا أن القصد من لقاء هذه السنة ترسيخ مفهوم المواطنة. لأنه يرى في ذلك خيار لبحث الآليات التي تحفز الشباب على الانخراط في الشأن العام من ناحية ودفع المجتمع المدني للمشاركة في بناء الدولة وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالشباب. وبين ناصر المهداوي أن المشاركين اشتغلوا داخل ورشات عمل حول محور التبادل وتحديد مفهوم المواطنة الايجابية ومجالات تطبيقها في كل بلد. ليمرّوا بعدها إلى التدرّب على تقنيات صياغة مشاريع محلّية للحدّ من التجاوزات والارتقاء بدور الشباب لتكريس مفهوم الديمقراطية، نذكر منها " الفساد المالي السياسي والاعلامي" و" المنظومة التربوية داخل الفضاء الأورومتوسطي وغيرها من المسائل الأخرى الحارقة. من جهة أخرى أوضح محدثنا أن هذا اللقاء مثلما بحث في المشاكل تطرق إلى الحلول. وقد خلصوا في جلّ أطروحاتهم إلى أنّه لا يمكن الحديث عن مواطنة إيجابية ما لم تحمل قيم المساواة والعدل والإنصاف والبناء والحوار والوحدة في تنوع والتكامل والتضافر والتآزر والتضامن والاندماج في المجتمع من أجل إغنائه وتطويره وتحسينه والحرية والكرامة والمشاركة والتسامح والديمقراطية والاختلاف. وفيما يتعلق بالمشاريع القادمة بين ناصر المهداوي أن النادي يواصل نفس الخط الذي اتبعه خلال السنتين الأخيرتين والذي يتمثل حسب تأكيده في وضع برامج تهدف للمساهمة في التأسيس لمجتمع منفتح على كل الثقافات وتتعايش فيه كل الأجناس بعيدا عن الإيديولوجيات.