تم صباح أمس بمقر سفارة جمهورية مصر العربية بتونس تكريم عدد من السينمائيين والرسامين التونسيين الذين توجوا في تظاهرات ومهرجانات ثقافية في مصر في المدة الأخيرة وذلك في احتفالية استثنائية أشرف عليها أيمن جمال الدين مشرفة سفير مصر بتونس. وتمثل هذا التكريم في منح درع المهرجان للمخرج السينمائي النوري بوزيد بعد تتويج فيلمه "ما نموتش" بجائزة أفضل فيلم طويل في الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية الذي انتظم بجنوب مصر من 15 إلى 24 من مارس الماضي. وحظي بالتكريم خلال نفس المناسبة كل من نادية الرايس مخرجة فيلم "مرايات" وطارق الخلادي مخرج الفيلم القصير "9 أفريل 1938" على جائزة التمييز الفني للفيلم القصير الذي شارك في نفس المهرجان. علما أنه هذا الفيلم شاركت في إخراجه أيضا سوسن صايا. كما تم تكريم كل من التلميذة نهى غزيل بعد حصولها على الميدالية الذهبية في مسابقة التصوير "افريقيا في عيون أطفالها".. أما الميدالية الثانية في إطار نفس المسابقة فكانت من نصيب التلميذة فرح بالحاج علي. وهي تلميذة بمعهد بورقيبة النموذجي وهي لم تتجاوز سن السادسة عشرة من عمرها وهي مولعة بالرسم والفنون التشكيلية. ونزّل سفير مصر هذه المناسبة في إطار تفعيل مبادرات التعاون والتواصل بين كل من تونس ومصر نظرا لما يجمع البلدين من مشترك حضاري وتراث ثقافي نوعي مثالي لا يزال أداة تواصل وتعاون بين البلدين. واعتبر قطاع السينما من بين المجالات الثقافية والفنية التي سجلت تعاونا جمع أجيالا من المبدعين في البلدين. واستدل على ذلك بكل من الممثلة هند صبري والفنان لطفي بوشناق. واعتبر ما تزخر به البلدان من ثروة بشرية، تستثمر بدرجة أولى في العلم والمعرفة، يعد من المكاسب الهامة التي لا تقدر بثمن الثروات الطبيعية أو البترولية. وهو العامل الذي يراه الفيصل في ترجيح كفة الديمقراطية وأهداف الثورة في كل من تونس مصر في هذه المرحلة الانتقالية التي يمر بها البلدين على جميع الأصعدة. واعتبر ما تشهده تونس خلال هذه المرحلة من تجاذبات وحراك اجتماعي بمثابة تحرك صحّي على اعتبار أن تونس تتميز بانتشار التعليم الجيد مقابل العدد القليل للأميين. وهو ما اعتبره عنصرا مدعما للإبداع ومشجعا على عدم عرقلة عجلته مهما كانت التعلات والظروف. كما عبر سفير مصر بتونس عن دعمه لكل المبادرات الثقافية والفكرية والفنية التي تسجل تعاون بين كل من مصر وتونس. وذلك بفتح سوق ترويج وتوزيع الأعمال السينمائية وغيرها من الفنون الأخرى سواء في تونس أو في مصر بالنسبة للأعمال التونسية. ويرى أيمن جمال الدين مشرفة الحضور التونسي في تظاهرات ومهرجانات عالمية في مستوى مهرجان "كان" من الخطوات التي يشجعها وعمل على دعمها في هذه المرحلة بالذات لأنه يرى في ذلك فتح مجال للسينما العربية لتكون حاضرة في مثل هذه المسابقات التي كانت في فترة ما بعيدة المنال عن الثقافة والسينما العربية بشكل عام.