تعدّ ولاية سيدي بوزيد من الولايات المحرومة سياحيا علي الرغم مما يتوفربالمنطقة من مخزون بيئي وحضاري وتاريخي هام مهدّد بالانقراض والاندثارنظرا للإهمال المتواصل الذي تعانيه. في البداية لابدّ ان تكون من نصيب المحمية الوطنية ب"بوهدمة" نظرا لجمالها الخلاب وندرة مكونتها عالميا فهي تقع علي بعد 15 كلم من معتمدية المزونة و100 كلم جنوب ولاية سيدي بوزيد بمساحة تقدر ب 16.488 هكتارا وتحتوي علي العديد من النباتات والاشجار والحيوانات النادرة علي غرار شجر" الطلح "الذي تمتد جذوره حولي 40 مترا تحت سطح الأرض لمقاومة الجفاف وهذا النوع من النباتات اصبح مهدّدا بالانقراض نظرا للاعتداءات المتكرّرة من المواطنين في ظل عدم توفرحماية كافية من السلط المعنية ...كما يوجد بالمحمية العديد من النباتات الاخرى النادرة مثل العرعارالفينيقي والكبّار الشوكي واشجارالدفلي ونبتة القندول. اما الحيوانات فنجد الغزال والمها والقندي وهو قاضم صغيرالحجم وابو عدس وهو ظبي من ظباء المناطق الصحراوية ، متوسط القامة، ضخم البنية ونجد النعام وهو من اكبرالطيور حجما حيث يصل طوله الي 2.5 مترا ووزنه يتراوح بين 100 و150 كلغ ويصل وزن بيضها ال 1.5 كلغ . كما يوجد بوسط المحميّة متحف بيئي تمّ بناؤه قرب برج بوهدمة لاستقبال الزواروالباحثين . وعلى الرغم من امكانية توفيرهذا المخزون السياحي البيئي للعديد من مواطن الشغل حتّى يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لفائدة جهة المزّونة وأبنائها إلا أنه لم يتمّ استغلالها الاستغلال الأمثل حيث إنها تعاني من الاستغلال المفرط من المواطنين والمارقين ولا بدّ من حماية مكوناتها الطبيعية من الاندثار. وعلي الرغم من النداءات المتكررة التي قام بها اهالي الجهة لتوظيف المنطقة في خدمة السياحة التونسية كمنتوج سياحي جديد من شاْنه ان يستقطب عددا كبيرا من السيّاح والزائرين نظرا لتنوعه وندرته عالميا الا انها بقيت نداءات بلا اجابة من طرف جميع الحكومات المتتالية . اما في المكناسي فيقام سنويا مهرجان الجواد العربي الاصيل حيث تعدّ المكناسي من الجهات القليلة التي تتميزبتربية سلالات نادرة من الخيول العربية الاصيلة مما جعلها وجهة وطنية وعالمية لمحبّي الجواد العربي الاصيل نظرا لمناخها الملائم لتربية الخيول العربية . ويعود احداث اسطبل لتربية هذه الخيول الي سنة 1919 حين اقدم احد المعمّرين الفرنسيين على انشائه ليصل عددها حاليا الي اكثرمن 100 جواد 40 منها من نوع الفراشات المنتجة في حين خصّصت البقية للمشاركة في المهرجانات الوطنية والدولية ، كما يوجد بالمنطقة مركز لتجويد الخيول الاصيلة يعمل علي تحسين السلالات والمحافظة عليها ويعمل علي تطوير برامج حضورالخيول العربية الاصيلة بمختلف الاسواق الخارجية وتكثيف المشاركات في مختلف المهرجانات الوطنية والمغاربية والعالمية . وتساهم تربية الخيول في تنشيط الحركة الاقتصادية بالجهة من خلال ترويج هذه الخيول اثناء فترة المهرجان لمحبّي الخيول وكذلك لفائدة بعض المستثمرين العرب والاجانب وخاصة منهم الفرنسيّين المولعين بالخيول. ويعاني هذا القطاع منذ قيام الثورة من عدم توفرادارة مسؤولة عن تنظيم التظاهرة نظرا لعزوف ابناء الجهة في تسلم مقاليد التنظيم بسبب الانفلات الامني المتكرروصعوبة الوصول الي وفاق حوله ؛ وهو الامرالذي ادي الي انقطاع المهرجان لدورتين متتاليتين . وعموما وعلى الرغم من اْهمية هذا المخزون الثقافي والبيئي واهميته سواء كانت التاريخية او الحضارية فالعديد من العوامل كانت سببا رئيسيا في عدم شهرتها ورواجها محليا وعالميا ومنها بالأساس عدم توفربنية تحتية ملائمة للسياحة حيث لا تزال هذه المناطق تعاني بعد ثلاث سنوات من الثورة من اهتراء طرقاتها اضافة الي عدم توفرنزل او اقامات جاهزة لإيواء السياح اوالزائرين سواء كانوا تونسيين او اجانب. كما ان الجهة تعاني من تجاهل الإعلام الوطني في التعريف بهذه المناطق والتظاهرات التي تقام فيها وهذا اضافة الي عزوف كافة السلطات المتعاقبة عن التحاورمع ابناء الجهة من أجل التعرّف على ما يتوفربهذه المناطق وما ينبغي القيام به من أجل الرقي بها وتنميتها .