تشهد معظم الجهات الداخلية، وخاصة منها الشمالية حراكا هاما في هذه الأيام استعدادا لانطلاق موسم الحصاد الذي يتواصل نشاطه إلى غاية منتصف الصيف، ليشمل تباعا حصاد الأعلاف الخشنة ثم الشعير فالقمح الصلب واللين. وتشيرالتقاريرالصادرة عن المندوبيات الجهوية للفلاحة الى أن موسم الزراعات الكبرى سيكون هاما خلال هذا الموسم في مجمل جهات الشمال التونسي نظرا لما تميزبه المناخ من أمطارطوال فصل الشتاء الماضي وخلال الأسابيع الأولى من فصل الربيع الجاري، وهي عوامل ساعدت على تحسن مجالات الزراعات الكبرى في البلاد للسنة الثانية على التوالي، وطوّرت من محاصيل القمح والشعيروبالتالي أمنت إنتاج البلاد من هذه المواد الحيوية التي تستند إليها حاجاتنا الغذائية في صناعة وتحويل مجمل المواد الغذائية الأساسية. واستعداد الفلاحين للإحاطة بصابة الحبوب وجمعها يمثل حراكا هاما في كافة الجهات نظرا لما يتطلبه من يد عاملة فلاحية، كما أنه يتطلب جهدا كبيرا على مستوي عمليات جمع الحبوب وتخزينها، وهوعمل لا بدّ أن تتضافر جهود متعددة، وتتوفرجملة من المعدّات والحاجيات لسيرعمليات جني الصابة في أحسن الظروف. والمتابع للحركية الفلاحية الجارية لانطلاق جني صابة الحبوب يلاحظ وهنا وتراخيا على المستوى الرسمي، حيث مازال لحدّ الآن يسجل نقصا في الاستجابة لطلبات الفلاحين بخصوص تهيئة المسالك الفلاحية التي تصل الفلاحين والعمال بالمزارع وبمستودعات خزن الحبوب، كما أن جهات عديدة مازالت بانتظارحاجياتها من مادة التل التي تستعمل في ربط وتخزين الأعلاف، وأيضا تنتظردعمها بما يلزم من الأكياس التي تعتمد في جمع الحبوب ونقلها. وجملة هذه المعدات تبقى أساسية في العمل الفلاحي الخاص بجني صابة الحبوب، ويدرك الجميع وخاصة السلط أن من واجبها توفير هذه المتطلبات لكن لا ندري لماذا يقع التراخي لحدّ الآن في تمكين الفلاحين منها تفاديا للتلف الذي يحصل في كل سنة لجانب هام من المحاصيل. فهل تتضافرالجهود للإحاطة بموسم الحبوب الذي تنطلق نشاطاته خلال الأيام القريبة، خاصة أن البلاد تمرّ بأزمة اقتصادية خانقة لا يمكن تجاوزها إلا بإعطاء القطاع الفلاحي ما يلزمه من المتطلبات وبالإحاطة بالناشطين فيه على كافة المستويات؟