نظمت دار الثقافة ابن شرف بمدينة جرجيس من ولاية مدنين الدورة الثانية للملتقى الوطني"زيطا" للتراث وزيطا حسب ما أكده لنا كريم المجعي مدير الدار هو الاسم القديم لمنطقة الزيان التي تبعد حوالي 9 كلم غربي مدينة جرجيس وهي منطقة أثرية يعود تأسيسها الى العهد البونيقي وقد قامت على أنقاضها المدينة الرومانية التي اشتهرت بهذا الاسم "زيطا". واضاف ان هذه التظاهرة كانت تحت شعار"التراث اللامادي بين الرمزية والدلالة" انسجاما مع المحور العام للدورة الأخيرة لشهر التراث لهذه السنة وهو التراث اللامادي: رموز وذاكرة. ومثلت فرصة للتباحث في مسائل تهم التراث اللامادي وذلك من خلال المحاضرات التي وزعت على ثلاث جلسات علمية وتولى تقديمها مجموعة من الأساتذة والمختصين في المجال وللاشارة فإن ملتقى"زيان (زيطا قديما) للتراث "هو ملتقى علمي وطني تنظمه سنويا دار الثقافة ابن شرف بجرجيس خلال شهر التراث بمشاركة المعهد الوطني للتراث وجمعية المحافظة على تراث شبه الجزيرة ومتحف جرجيس وينسقه علميا الباحث علي درين الذي اشار الي امكانية جمع كل محاضرات هذه الدورة مع محاضرات الدورة السابقة لتنشر في كتيب يشرف على إصداره المعهد الوطني للتراث بالتنسيق مع دار الثقافة بجرجيس ليكون مرجعا علميا معتمدا لفائدة الطلبة والباحثين في شأن التراث بنوعيه المادي واللامادي واكد علي درين ان الاهتمام بالمخزون التراثي اللامادي الذي تزخر به تونس سيمكن المختصين في هذا المجال من حصره ثم دراسته. وقد بقيت مسألة - اعتبرها الحاضرون عويصة - وتتعلق بتوظيف هذا التراث والسؤال الذي تم طرحه هو كيف نستعمل هذا التراث من الناحية المتحفية؟ وماهي الطرق العلمية التي سنتبعها في عرضه وإبرازه أو إخراجه فنيا حتى يكون وظيفيا وقابلا للاستغلال العلمي والمعرفي والسياحي وهي مسألة تجرنا إلى الحديث عن دور التراث في التنمية الثقافية والاقتصادية للبلاد