نظمت دار الثقافة ابن شرف وإدارة متحف جرجيس وجمعية المحافظة على تراث شبه الجزيرة بجرجيس ملتقى زيان (زيطا قديما) العلمي للتراث في دورته الأولى.وتضمن الملتقى مجموعة من المحاضرات العلمية والدراسات الأكاديمية لعدد من الباحثين والمهندسين. الملتقى تمّ خلاله التعريف بالمناطق والمواقع الأثرية بشبه جزيرة جرجيس ويدخل محور الملتقى في إطار المحافظة وصيانة الآثار والمدن الأثرية التي اشتهرت بها المنطقة من معالم ومدن قديمة ترجع إلى ما قبل الفترة العربية الإسلامية.
ملتقى زيان في دورته الأولى كان فرصة لإبراز المواقع والمعالم الأثرية بالجهة ودعوة الجمعيات ومكونات المجتمع المدني للحفاظ عليها أمام عدم قدرة الدولة على حراستها وحمايتها من السرقة وهو ما أكدت عليه جمعية حماية التراث بشبه جزيرة جرجيس من خلال ورقة عمل قدمها السيد صلاح مزلوط رئيس الجمعية ودعا فيها إلى إجراء مسح اثري للمناطق المحاذية لسبخة المالح جنوب مدينة جرجيس واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية هذا الإرث الثمين (الرماديات والحلزونيات) من أي تغيير نظرا لقميته الحضارية بالنسبة للبلاد والشروع في عملية التنقيب بالموقع الاثري بزيان ووضع حد لأطماع العابثين والباحثين عن أوهام الكنوز الحفريات العشوائية ووضع خريطة موثقة ومعتمدة لجميع المواقع الأثرية بجرجيس وترميم موقع هنشير الكلخ المتميز القريب من المنطقة السياحية والذي أصبح مصبا للفضلات والتنسيق مع المصالح المختصة في وزارة السياحة بوضع هذه المواقع على الخريطة السياحية والعمل مستقبلا على إيصال خدمات الطرق إليها وإتاحتها لهواة سياحة الآثار وللباحثين والدارسين خاصة وان السياحة أصبحت من أهم مصادر الثروة بالنسبة لسكان مدينة جرجيس والارتقاء بالسياحة الثقافية يبدأ بترميم المواقع الأثرية وانبثقت عن الملتقى جملة من التوصيات من أبرزها توعية وتحسيس المجتمع المدني الذي أصبح له دور مهم بعد الثورة فجمعية المحافظة على التراث بشبه جزيرة جرجيس يمكن أن تلعب دورا مهما في عملية التحسيس وحث المؤسسات الحكومية لمضاعفة الجهد للحفاظ على هذا الإرث التاريخي والحضاري ومساعدة الباحثين على إجراء البحث وتقديم المعلومة التي ستكون متوفرة لدى المجتمع بفعل تلك الواسطة المتمثلة في جمعيات المجتمع المدني، واختتم الملتقى بزيارات ميدانية لمتحف جرجيس والمعصرة الديماسية وهي عبارة عن مغارة قديمة كانت تستخدم منذ قرون كمعصرة لزيت الزيتون.