عبد اللطيف القروري زميل صحفي ومنتج تلفزيوني عرضت له الوطنية 2 مجموعة من الأشرطة الوثائقية والتحقيقات التلفزيونية التي عالج فيها بالخصوص قضايا الحرقة أو الهجرة غير الشرعية من سواحلنا إلى السواحل الإيطالية والمفقودين والزواج المختلط والطب الشرعي. وقد شدت هذه الأشرطة الإهتمام لأن صاحبها حاول ملامسة جوهر الموضوع بعمله الميداني وبالوضعيات التي قدمها وهو ما جعل المسؤول على الوطنية الثانية يرشحه لمزيد من الأعمال الميدانية بالخارج وفق ما قاله خلال لقاء اعلامي نظمه صباح أول أمس بمقر نقابة الصحفيين التونسيين ودعا إليه الزملاء والأصدقاء وحضره البعض من زملائه بالتلفزة التونسية من بينهم المنذر الجبنياني وآمال الشاهد (منشطان ومنتجان للتلفزيون) وسيف الدين الشريف (مساعد مخرج) وغيرهم. ولكن ليس لأجل الحديث عن برامجه تلك عقد الزميل اللقاء الإعلامي المذكور وإنما أساسا من أجل الحديث عما أسماه بمظلمة تعرض لها مؤخرا بعمله والتضييقات من رئاسة التلفزة التونسية التي قال أنها متواصلة منذ أشهر. قال أنه استوفى كل الحلول الودية والرسمية وقال أنه لم يتمكن من مقابلة رئيسة مؤسسة التلفزة التونسية التي يعتبر أن قضيته معها مباشرة. تتمثل القضية حسب ما أوضحه بنفسه في إيقاف مهمة كان مبرمجا أن يقوم بها في فرنسا وتتمثل في إنجاز سبعة برامج وثائقية حول قضايا اجتماعية (ذات صلة بالجالية التونسية) أغلبها ستصور بالجنوب الفرنسي وكان من المفروض أن يصور كذلك حلقة حول مهرجان "كان" السينمائي الدولي والحضور العربي بين الثقافي والسيّاسي إلا أنه تم إبلاغه وبعد القيام بالإجراءات اللاّزمة حتى أن الصكوك البنكية للمنتج والمصور التلفزيوني تم امضاءها بتأجيل المهمة. وأصر عبد اللطيف القروري خلال اللقاء المذكور أنّ الأمر لا يتعلق بإجراء إداري عادّي وإنما بمظلمة حقيقية تعرض لها خاصة وأنه سبق الإعداد للتصوير وتم تحديد المواعيد والإتصال بالناس كما أنه تم الإعلان عنها بالوطنية 2 وقد توسع الحديث ليتناول البيروقراطية والصعوبات التي تواجه الإعلامي في عمله وغياب الوسائل الضرورية للعمل واضطراره للعمل أحيانا في ظروف بدائية مما دفع بزميله المنذر الجبنياني إلى مخاطبته قائلا ما الذي يدفعك إلى العمل في ظروف الهواية مع العلم وأن المنذر الجبنياني أيد بقوة زميله عبد اللطيف القروري وقال أنه مستعد لمساندته مهما كان شكل التحرك القادم. وقد اتفق المتدخّلون خاصة من العاملين بالتّلفزة حول ضرورة فتح ملف هذه المؤسّسة ومراجعة سياستها وأسلوب العمل بها وعارضوا ما أسموه بالتدخل في التحرير إلخ... خير المنتج عبد اللطيف القروري عدم الخوض في الأسباب وتجنب التخمينات مقابل ذلك قال أن القضية لم تنته بإيقاف المهمة بالخارج وإنما تواصلت بمحاولة تحميله النفقات وهو مهدد بخصمها من مرتبه وقال أنه حاول الدفاع عن نفسه وتقدم بشكاوي إلى الوزارة الاولى إلى سلطة الإشراف على التلفزة التونسية. حضر اللقاء كذلك معز الخضراوي رئيس مصلحة البرامج الحوارية بالوطنية 2 الذي قال أنه يعتبر المسألة داخلية وكان يفضل أن تبقى داخل أسوار التلفزة. وفوجئ الحضور في نهاية الجلسة بتوزيع نصوص على الإعلامييّن لا تحمل توقيعا بالأسفل ومكتوب على رأس الصفحة اسم الجمهورية التونسيّة والتلفزة التونسيّة والقناة الوطنية 2 ولكن النص كما سبق وقلنا غير ممضى وهو يحمّل المسؤولية إلى المنتج المتظلّم في تأجيل المهمّة ثم الغاءها وفق ما جاء في النص كما يتهم النص المنتج بحيازة مال عمومي وهو المبلغ الذي تم صرفه والذي تبلغ قيمته حسب ما جاء في نفس الوثيقة 1660 د. عبد اللطيف القروري وزملاؤه من المنتجين بالتلفزة التونسية عبروا بعد توزيع النصوص عن استياءهم مما أسموه بمناخ عمل يجعل البعض من الزملاء يقومون بدور غير دورهم.